موسكو: روسيا تفكك معداتها وتبدأ إخلاء قواعدها العسكرية في سوريا ما بعد بشار الأسد

قبل مرور أقل من أسبوع من سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول، كشفت صور الأقمار الصناعية عن تحركات غير عادية في قاعدة حميميم الجوية، الواقعة في محافظة اللاذقية. حيث أظهرت الصور طائرات شحن ضخمة من طراز “أنتونوف 124” (Antonov An-124) وهي تقوم بتحميل المعدات العسكرية، ما يلمح ربما إلى بدء عملية الانسحاب الروسي من الأراضي السورية.

كما أظهرت الصور ما يبدو أنه تفكيك مروحية هجومية من طراز “كيه.أيه-52” (Ka-52 )، ويجري إعدادها على الأرجح للنقل بينما يجري الإعداد لمغادرة أجزاء من وحدة الدفاع الجوي إس-400 من موقع انتشارها السابق في القاعدة الجوية.

وأفادت وكالة الأنباء الالمانية استنادا إلى مذكرة داخلية من وزارة الدفاع الألمانية إلى أن وحدة البحرية الروسية في البحر الابيض المتوسط غادرت بالفعل ميناء طرطوس السوري.

وفي نفس السياق، أشارت القناة البريطانية الرابعة (Channel 4) إلى أنه تم رصد قافلة تضم أكثر من 150 مركبة عسكرية روسية تتحرك على أحد الطرق. ولاحظت القناة أن الجيش الروسي يتحرك بشكل منظم، مما يدل ربما على أنه تم التوصل إلى اتفاق يضمن خروجهم المنظم من سوريا.

وفي حديثه لوكالة “رويترز”، قال مسؤول أمني سوري متمركز خارج القاعدة الجوية الروسية في اللاذقية إن طائرة شحن روسية غادرت القاعدة متجهة إلى ليبيا، يوم السبت 14 ديسمبر/كانون الاول.

كما أضاف المسؤول المتواجد عند بوابة القاعدة أنه من المتوقع إقلاع المزيد من الطائرات الروسية من قاعدة حميميم الجوية في الأيام المقبلة. من جهة أخرى، أشار وزير الدفاع التركي غولر إلى أن بلاده لم تتلقَ “مؤشرات على انسحاب روسي كامل من سوريا”.

في المقابل، صرح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف يوم الخميس 12 ديسمبر/كانون الأول بأن موسكو تتطلع إلى الحفاظ على “وجودها العسكري” في سوريا بالتعاون مع “الحكومة الجديدة” التي ستخلف نظام الأسد.

 

هل تبحث روسيا عن قواعد جديدة بعد انسحابها من سوريا؟

وتأتي هذه التحركات العسكرية في سياق تقارير تؤكد أن القوات الروسية بدأت في تقليص وجودها في سوريا. وحسب صحيفة “ذا إندبندنت”، فإن نهاية عهد الأسد تضعف بشكل كبير موقع روسيا في المنطقة، مما يجعلها تواجه تحديات كبيرة، ليس فقط على الصعيد الإقليمي بل أيضاً على الساحة الدولية.

وتجدر الإشارة إلى أن روسيا كانت قد وقعت في 2017 عقدا مدته 49 عاما لاستئجار قاعدة حميميم الجوية والقاعدة البحرية في طرطوس، وتعتبر هاتان القاعدتان من الركائز الاستراتيجية التي تعزز نفوذها في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

ويعتقد المراقبون أن هذا “الانسحاب” قد يضطر روسيا إلى البحث عن قواعد بديلة في دول أخرى، مثل الجزائر والسودان وليبيا.

من جهته، علق أبو محمد الجولاني، الذي بدأ يستخدم اسمه الحقيقي “أحمد الشرع” في تصريحات لوسائل الإعلام، على علاقة “إدارته” مع موسكو، قائلا إن إدارة العمليات “حاولت موازنة الأمور مع الروس أثناء المعارك”. 

وأضاف أنه “تم إرسال إشارات إلى روسيا عبر وسطاء مفادها أن ضرب قواعدها أمر وارد، لكنها تفضل إعطاء فرصة للطرفين من أجل بناء علاقة جيدة”.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *