السباق إلى البيت الابيض: كيف تؤثر الحرب في غزة ولبنان على توجهات الناخبين من أصول عربية في الانتخابات؟

قبل يومين من موعد الانتخابات، وصل عدد الأمريكيين الذين شاركوا في عملية التصويت المبكر إلى أكثر من أربعة وسبعين مليون ناخب. في الوقت نفسه، واصل كل من المرشح الجمهوري ترامب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس نشاطاتهما في الولايات المحورية في جنوب البلاد، حيث زار ترامب ولاية نورث كارولينا، بينما توقفت هاريس في ولاية جورجيا. 

بعض الفئات والأقليات في هذه الولايات المتأرجحة يمكن أن تلعب دوراً محورياً، ومن بين هذه الفئات الجاليات العربية الأمريكية في ولاية ميتشغان، إضافة إلى المسلمين الأمريكيين. ومع اقتراب ساعة الاستحقاق الرئاسي، تزداد مخاوف وتحذيرات المسؤولين من خطر تدخل الدول المناوئة للولايات المتحدة في العملية الانتخابية.

كيف أثر الاجتياح الإسرائيلي وتدمير مناطق واسعة من قطاع غزة واقتلاع سكانها، وكذلك اجتياح لبنان مؤخراً، على اتجاهات الناخبين من أصول عربية في ولاية ميتشغان المحورية؟

أغلب أعضاء الجاليات العربية الأمريكية ونسميها “جاليات”، لأن اتجاهات الناخبين اللبنانيين تختلف عن اتجاهات الناخبين القادمين من اليمن أو العراق، وغيرها. ولكن يمكن أن نقول بثقة إن أكثر من أربعمائة ألف ناخب من أصل عربي في ميشيغان، شعروا باستياء وغضب كبيرين بسبب الدعم الكامل الذي قدمته إدارة الرئيس بايدن.

وكما تعلم، فإن كامالا هاريس، نائبة بايدن، كانت جزأً من هذا الدعم الكبير غير المشروط الذي قدمته الإدارة لإسرائيل منذ اللحظات الأولى لاجتياحها لقطاع غزة. هذا الدعم غير المشروط أثار غضباً واستياءً عميقين في أوساط هذه الجالية، التي يجب أن نذكر أنها صوتت بأغلبيتها في انتخابات 2020، وساهمت في نجاح بايدن ليس فقط في هذه الولاية المحورية، ولكن في ولايات أخرى تحتوي على جاليات عربية ذات نفوذ، بما في ذلك فرجينيا وبنسلفانيا ونيويورك وغيرها.

نجد اليوم حالة من الاستياء الكبير أدت إلى انشقاق في الجالية، حيث يرفض حوالي نصف الجالية بشكل قاطع التصويت لكامالا هاريس، إما لمعاقبتها أو لأنها لم تتخذ موقفاً مختلفاً عن موقف بايدن بالنسبة لتسليح إسرائيل أو انتقادها علناً. هناك من يريد أن يصوت لترامب، ليس فقط لأنه يفضل ترامب، ولكن أيضاً لمعاقبة الإدارة الأمريكية الحالية، حيث يشعر أن الحزب الديمقراطي لم يعامل الجالية باحترام كبير.

وللعلم خلال المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في أغسطس/آب الماضي، رفض الحزب السماح لعضو من أصل فلسطيني بمخاطبة المؤتمرين، مما أدى إلى تعميق هذا الاستياء.

من هي الدول التي تتهمها الولايات المتحدة بالتدخل في الانتخابات، وهل هذه الدول قادرة بالفعل على التأثير في نتائج الانتخابات؟

روسيا وإيران. تمثل روسيا الخطر الأكبر والخارجي على الانتخابات، إذ تستغل المواقع الإلكترونية المزورة والأمريكيين المضللين لنشر الشائعات والأخبار المفبركة، لخلق شكوك حول نزاهة العملية الانتخابية. 

ومع ذلك، يجمع جميع المسؤولين عن الانتخابات على أنه من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، التأثير على نتائج الانتخابات من الناحية العملية. لكن المخاوف تنحصر في خلق الشائعات والارتباك في صفوف الناخبين. وإذا كانت النتائج متقاربة جداً، فقد يُستغل ذلك من قبل بعض المواطنين للقيام بأعمال تخريب أو تضليل أو عنف. هذا ما يتخوف منه العديد من المسؤولين، لكن التأثير العملي على نتائج الانتخابات غير مرجح، لأن الولايات اتخذت إجراءات صارمة ضد محاولات اختراق المواقع الإلكترونية. نتحدث عن خمسين انتخابات في أمريكا، وبالتالي فإن اختراق هذه الولايات الخمسين صعب للغاية.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *