استقبل البابا فرنسيس، الجمعة، وفدًا ضم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت ووزير الخارجية الفلسطيني السابق ناصر القدوة، ضمن لقاءات تسلط الضوء على جهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط.
خلال اللقاء، أبدى البابا اهتمامًا خاصًا بالقضية الفلسطينية والصراع الدائر في المنطقة، مؤكدًا متابعته للتطورات اليومية، بما في ذلك تواصله المستمر مع المسيحيين في غزة عبر الأب غابريال رومانيلي، راعي كنيسة العائلة المقدسة، وفق ما أوره موقع فاتيكان نيوز.
مفاوضات السلام وآفاق الحل
في مقابلة مع صحيفة “أوسيرفاتوري رومانو”، وصف إيهود أولمرت، البالغ من العمر 78 عامًا، اللقاء مع البابا بالمؤثر والهام.
وقال إن البابا أبدى دعمًا قويًا للمبادرات التي تهدف إلى إنهاء الصراع، مشيرًا إلى أن الفرضية الحالية لحل الدولتين تستند إلى ضم نسبة 4.4% من أراضي الضفة الغربية لإسرائيل، مقابل تقديم أراضٍ للفلسطينيين بنفس المساحة على الحدود مع إسرائيل، بهدف قيام ممر يربط الضفة الغربية بقطاع غزة، مما يسهم في استقرار المنطقة.
نشر قوة عربية مؤقتة
أولمرت أضاف أنه من الضروري نشر قوة عربية مؤقتة في قطاع غزة لضمان الاستقرار بالتزامن مع انسحاب القوات الإسرائيلية. هذه القوة، التي يجب أن تكون على تواصل مع السلطة الفلسطينية، ستعمل على منع الهجمات من غزة ضد إسرائيل، وستتلقى التوجيهات من “مجلس المفوضين”، وهو هيئة مؤقتة تشرف على الأمن في القطاع، حد تعبيره.
وضع القدس ومستقبلها
كما تطرق أيضًا إلى مستقبل مدينة القدس، مؤكدًا أن البابا فرنسيس أبدى اهتمامًا خاصًا بوضع المدينة.
والفكرة الأساسية، حسب أولمرت، هي منح القدس وضعًا خاصًا، بحيث تُدار من قبل خمس دول من بينها إسرائيل وفلسطين، مع ضمان دور خاص للمملكة الأردنية في الإشراف على المسجد الأقصى، و”بالنسبة للمدينة القديمة، اقترح أن تبقى خارج أي نفوذ سياسي، مكرسة للديانات التوحيدية الثلاث”، قال.
وأضاف أن الأجزاء التي كانت تابعة لإسرائيل قبل حرب 1967، بالإضافة إلى الأحياء اليهودية التي شُيدت بعد الحرب، يمكن أن تكون جزءًا من العاصمة الإسرائيلية، ضمن النسبة المقترحة 4.4%.
انتقادات لحكومة نتنياهو
ولم تخلُ كلمات أولمرت من انتقادات حادة لحكومة بنيامين نتنياهو، مشيرًا إلى أنها تخضع لنفوذ المتطرفين مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.
وأعرب عن أمله في أن يتمكن المجتمع الإسرائيلي، الذي يعاني من هذه السياسات، من التغلب على الأزمات السياسية ديمقراطيًا.
موقف ناصر القدوة ومقترحاته للسلام
من جانبه، أكد ناصر القدوة أن الوفد الفلسطيني عرض على البابا خطة لتحقيق السلام في غزة تبدأ بوقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس بالتزامن مع إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين.
كما اقترح تشكيل “مجلس مفوضين” يتكون من تكنوقراط وخبراء غير منتمين للسياسة، لإدارة شؤون القطاع بالتعاون مع السلطة الفلسطينية، على أن يمهد الطريق لإجراء انتخابات عامة خلال عامين أو ثلاثة.
النقاط الرئيسية في الحوار
وأكد الطرفان على أهمية التعاون الدولي في دعم مبادرات السلام، وضرورة بناء حلول مستدامة تضمن الأمن والاستقرار لكافة الأطراف، مع التأكيد على أهمية احترام الحقوق الدينية في مدينة القدس، والحاجة إلى إنهاء معاناة المدنيين في غزة.
التعليقات