واشنطن: ماذا سيضيف تيم والز لحملة كامالا هاريس؟

مع اشتداد حدة السباق نحو البيت الأبيض 2024، فإن اختيار نائبة الرئيس كامالا هاريس لحاكم ولاية مينيسوتا، تيم والز، مرشحا لمنصب نائب الرئيس يضع حملتها في وضع استراتيجي يمكنها من التعامل مع جمهور أوسع من الناخبين بشكل فعال. 

ومن المتوقع أن يعزز المزيج الغني من الخبرة العسكرية والتعليمية والتنفيذية للحاكم والز من جاذبية حملة هاريس، لقطاعات واسعة من الناخبين في الولايات المتأرجحة الرئيسية.

ويعد اختيار المرشح لمنصب نائب الرئيس أحد أكثر القرارات أهمية في مسيرة هاريس السياسية، حيث تسارع الخطى لحشد حملتها لمواجهة المرشح الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الخامس من نوفمبر بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الشهر الماضي.

كان المرشح النهائي الآخر في بحث هاريس عن مرشح لمنصب نائب الرئيس هو حاكم ولاية بنسلفانيا، جوش شابيرو، الذي كان من الممكن أن تساعد شعبيته بين ناخبيه الديمقراطيين في ولاية تعتبر ساحة معركة رئيسية، كان بايدن قد فاز فيها بفارق نقطة واحدة فقط في عام 2020، بينما استمتع بفوز أكثر راحة بسبع نقاط في مينيسوتا.

 

فما الذي يمكن أن يقدمه تيم والز لحملة هاريس من أجل هزيمة ترامب؟

أصوات البيض

في مساعاها للظفر بتأييد الناخبين البيض والريفيين، اختارت هاريس، وهي ابنة مهاجرين من جامايكا والهند، شخصية سياسية ذات شعبية في الغرب الأوسط الأميركي، تصوت ولايته الأصلية بشكل مضمون للديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية، ولكنها قريبة من ويسكونسن وميشيغان، وهما ولايتان دائما ما تشهدان صراعا قويا بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

ونشأ والز في ريف نبراسكا، وهو ابن ربة منزل ومدير مدرسة عامة، التحق بالحرس الوطني للجيش في سن السابعة عشرة.

وأشار منشور لهاريس على إنستغرام إلى مزيد من الحقائق حول ماضي والز. ومنها أن والده “توفي بالسرطان عندما كان في التاسعة عشرة من عمره، واعتمدت عائلته على شيكات إعانات الضمان الاجتماعي لتغطية نفقاتهم. وفي سن السابعة عشرة، التحق بالحرس الوطني، وخدم لمدة 24 عاما، واستخدم مزايا مشروع قانون جي ليدرس في الجامعة ويصبح مدرسا”.

“إذا كان هذا يبدو وكأنه قائمة بعناصر السيرة الذاتية التي يمكن أن تجذب الناخبين في الغرب الأوسط، فهذا هو بالضبط تفكير هاريس ومستشاريها، الذين يعتقدون أنها تحتاج إلى شخص يتمتع بثقل سياسي في ولايات الغرب الأوسط بما في ذلك ميشيغان وويسكونسن والتي تعتبر من الولايات التي يجب أن تفوز بها”، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”.

وانتخب والز في منطقة ذات ميول جمهورية في مجلس النواب في عام 2006، وظل عضوا فيه لمدة 12 عاما قبل انتخابه حاكما لولاية مينيسوتا في عام 2018.

 

ناقد مباشر لترامب

وأصبح والز الخيار المفضل لدى الجماعات التقدمية والشبابية بسبب هجومه على ترامب.

وتزايدت شعبية والز في الأيام الأخيرة، بعد توجيه سهام انتقاداته لترامب وزميله المرشح لمنصب نائب الرئيس جيه دي فانس، حيث وصفهما بأنهما “غريبين”.

وقال والز بعد يومين من انسحاب جو بايدن من السباق الرئاسي: “هؤلاء أشخاص غريبون على الجانب الآخر”، في إشارة إلى ترامب وفانس.

وانتشر هذا الوصف في الأيام الأخيرة ولقي صدى كبيرا، حتى أن هاريس التقطته، وقالت لأنصارها إن ترامب وزميله في الترشح، جيه دي فانس، كانا يقولان عنها أشياء “غريبة تماما”.

 

ولاء وكيمياء

قال العديد من الأشخاص المقربين من عملية صنع القرار إنه تم التأكيد على الولاء باعتباره أحد أهم المعايير بالنسبة لهاريس عندما كانت تفاضل بين الشخصيات الثلاثة للترشح معها للانتخابات بما في ذلك والز، والحاكم جوش شابيرو من بنسلفانيا، والسيناتور مارك كيلي من أريزونا.

في النهاية، رأت هاريس أن الأفضل من بينهم هو والز، بحسب ما نقلت “نيويورك تايمز”.

جاء إعلان هاريس في رسالة نصية إلى مؤيديها.

وقالت هاريس في الرسالة “يسرني أن أعلن أنني اتخذت قراري: سينضم حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز إلى حملتنا نائبا لي”.

وقال والز (60 عاما)، إنه يشعر بالفخر بالانضمام لهاريس في حملتها الانتخابية، مضيفا على منصة أكس “أنا مع هاريس حتى النهاية. نائبة الرئيس هاريس تظهر لنا سياسة الممكن”.

ويبدو أن اختيار هاريس لوالز أيضا مبني على ثقتها ليس فقط على الفوز ولكن أيضا على الحكم، والعمل معا، حيث كان عضوا في مجلس النواب لأكثر من عقد من الزمان قبل انتخابه حاكما، ولديه دعم العديد من الديمقراطيين في الكونغرس الذي سيكون مفيدا لهاريس، التي كانت في مجلس الشيوخ لمدة ثلاث سنوات ونصف فقط، إذا فازت في الانتخابات.

وخدم والز في كل من لجنتي الزراعة وشؤون المحاربين القدامى، حيث تتذكره النائبة آن كوستر كشخص يمكنه بسهولة نزع فتيل المواقف المتوترة بالفكاهة، بحسب شبكة “سي أن أن”، واصفة إياه بأنه “إنه قائد رائع وينسجم في فريق عمل”.

ونقلت سي أن أن عن السيناتور تينا سميث من ولاية مينيسوتا، التي تعرف والز منذ عقدين من الزمان، أن “تيم رجل عملي ويأخذ عمله على محمل الجد للغاية ولكنه لا يأخذ نفسه على محمل الجد، لذا فهو رائع في العمل معه”.

وبحسب صحيفة “نيويوركر”، فإن والز “الذي يتفاخر بجذوره الريفية في حزب يميل إلى المناطق الحضرية والضواحي والتعليم العالي، يتمتع بسمعة طيبة لكونه ودودا وسهل التعامل، ومن المرجح دائما أن يتحدث مع خصومه التشريعيين، حتى مع دفعه بأجندة تقدمية بشكل لافت للنظر”.

 

أجندة تقدمية وسياسات شعبوية

في العام الماضي، وقع والز على مشروع قانون يوفر وجبة إفطار وغداء مجانية لجميع الطلاب الذين يذهبون إلى المدارس العامة في مينيسوتا.

بصفته حاكما، دافع والز عن مجموعة من السياسات الليبرالية في مينيسوتا والتي تحظى بشعبية لدى الناخبين الديمقراطيين والمستقلين، مثل دفعه لأجندة تضمنت تخفيضات ضريبية للطبقة المتوسطة وزيادة أيام الإجازات المدفوعة الأجر للعمال في الولاية.

ومن شأن هذه السياسات تنشيط فئات ديمغرافية تقدر الالتزامات القوية بالرعاية الصحية والتعليم والاستدامة البيئية.

وبعيدا عن الاقتصاد، وقع والز أيضا على مشروع قانون في عام 2023 يقنن حماية قضية رو ضد وايد، والتي ضمنت الحق الدستوري في الإجهاض، ليصبح قانونا في ولايته.

وكانت حقوق الإجهاض حجر الزاوية في عمل هاريس الدعائي كنائبة للرئيس.

وقال والز العام الماضي: “في الوقت الحالي، تُظهر مينيسوتا للبلاد أنك لا تفوز بالانتخابات لجمع رأس المال السياسي. بل تفوز بالانتخابات لحرق رأس المال السياسي وتحسين الحياة”.

وقد جعلته هذه الفلسفة محبوبا لدى التقدميين، الذين ألقوا بدعمهم خلفه مع بدء الانتخابات التمهيدية لمنصب نائب الرئيس على مدار الأسبوعين الماضيين.

 

20 مليون دولار

بحسب ما نقلت شبكة سي أن أن، فقد جمعت نائبة الرئيس كامالا هاريس وزميلها في الترشح تيم والز أكثر من 20 مليون دولار منذ الإعلان عن اختيار حاكم ولاية مينيسوتا مرشحا لمنصب نائب الرئيس صباح الثلاثاء، وفقا للحملة الانتخابية.

وصفت المتحدثة باسم حملة هاريس لورين هيت هذا اليوم بأنه “أحد أفضل أيام جمع التبرعات للحملة في هذه الدورة”.

ولكن بصفته مرشحا لمنصب نائب الرئيس، سيحتاج والز إلى تقديم نفسه لجمهور أوسع نطاقا، حيث أظهر استطلاع رأي أجرته شبكة أيه بي سي نيوز وشركة إبسوس مؤخرا أن 13 في المئة فقط من الأميركيين يعرفون ما يكفي عن والز لتسجيل رأي بشأنه.

وفي ما يتعلق بالسياسة الخارجية، لم يتحدث والز على نطاق واسع عن الحرب في غزة، وهي واحدة من أكثر القضايا الشائكة التي تواجه إدارة بايدن، والتي بسببها ظهرت حملة مضادة لاختيار شابيرو للترشح على منصب نائب الرئيس.

ويبلغ والز من العمر 60 عاما وهو أكبر من هاريس بعام واحد فقط، لكن المنتقدين يقولون إنه يبدو أكبر سنا بكثير وهو ما قد يكون عبئا على الحملة التي انتعشت بعد انسحاب بايدن من السباق الرئاسي بسبب مخاوف حيال عمره، بحسب وكالة رويترز.

 

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *