القدس: حماس تعلن وقف المفاوضات حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة

أعلنت حركة حماس الأحد وقف المفاوضات حول وقف إطلاق نار في قطاع غزة، غداة غارة إسرائيلية في جنوب غزة استهدفت قائدها العسكري وهو “بخير”، حسبما أعلن مسؤولان كبيران في الحركة الفلسطينية الأحد لوكالة فرانس برس. 

ويأتي هذا الإعلان في وقت أفاد الدفاع المدني في قطاع غزة التابع لحركة حماس الأحد، بمقتل 15 شخصا في ضربة على مدرسة في مخيم النصيرات حيث قال الجيش الإسرائيلي إن قواته الجوية قصفت “إرهابيين”.

وأدت غارات إسرائيلية السبت إلى مقتل 92 فلسطينيا بحسب حماس في مخيم المواصي للنازحين جنوب القطاع قرب خان يونس، كما أسفرت غارة أخرى على مخيم الشاطئ للاجئين في مدينة غزة عن 45 قتيلا ومصابا.

والأحد، أفاد قيادي كبير في حماس وكالة فرانس برس بأن الحركة قررت وقف المفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة منددا بـ”عدم جدية الاحتلال” و”ارتكاب المجازر في حق المدنيين العزّل”.

وقال القيادي في حماس إن “رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية أبلغ الوسطاء وبعض الأطراف الاقليميين خلال جولة اتصالات ومحادثات هاتفية بقرار حماس وقف المفاوضات، بسبب عدم جدية الاحتلال وسياسة المماطلة والتعطيل المستمرة وارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل”.

وأكد قيادي آخر في الحركة الإسلامية لفرانس برس أن قائد كتائب عز الدين القسام محمد الضيف “بخير” بعدما قالت إسرائيل إن غارة استهدفته السبت. 

واوضح المصدر طالبا عدم كشف هويته “القائد محمد الضيف بخير ويشرف مباشرة على عمليات القسام والمقاومة”.

•إعلان مقتل سلامة

والأحد، أعلنت إسرائيل أن الغارة أسفرت عن مقتل رافع سلامة، القيادي العسكري البارز في حماس، لافتة الى أنه “أحد العقول المدبرة” لهجوم السابع من تشرين الأول/اكتوبر. 

وقال الجيش الاسرائيلي في بيان “ضرب سلاح الجو الإسرائيلي قائد لواء خان يونس التابع لحركة حماس رافع سلامة في منطقة خان يونس وقتله”. 

تقع منطقة المواصي الساحلية بين رفح وخان يونس، وكان الجيش أعلنها “منطقة إنسانية” وطلب من النازحين التوجه إليها. وقدرت منظمة الصحة العالمية في ايار/مايو الماضي أن هناك ما بين 60 و75 ألف شخص موجودون فيها في ظروف مزرية.

وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) فيليب لازاريني عبر منصة اكس السبت إن “التأكيد أن سكان غزة يستطيعون الانتقال نحو مناطق +آمنة+ او +إنسانية+ هو خاطئ”، مؤكدا ان “لا مكان آمنا في غزة”.

شاهد مصور وكالة فرانس برس في موقع الغارة بقايا خيم متفحمة بينما كان فلسطينيون يبحثون بين الحطام عن أشياء يمكن إنقاذها.

وفي بيان، قال سكوت أندرسون مدير شؤون الأونروا في قطاع غزة إنه أثناء زيارته مستشفى ناصر في خان يونس، حيث نقل العديد من الضحايا، “شاهدت بعضاً من أفظع المشاهد التي رأيتها” في الحرب.

وأضاف “رأيت أطفالاً صغاراً مبتوري الأطراف، وأطفالاً مشلولين وغير قادرين على تلقي العلاج، وآخرين منفصلين عن ذويهم”. 

وتابع أندرسون أن “العوائق التي تعترض العمليات الإنسانية تمنعنا من دعم الناس في أي مكان ضمن النطاق اللازم”.

والأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي أن عملياته تتواصل في جميع أنحاء القطاع بما في ذلك مدينة غزة ورفح (جنوبا).

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني التابع لحماس محمود بصل إن ضربة على مدرسة أبو عربان في وسط غزة “التي تؤوي آلاف النازحين قتلت 15” شخصا غالبيتهم من النساء والأطفال.

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن سلاحه الجوي “قصف عددا من الإرهابيين الذين كانوا ينشطون في محيط مبنى مدرسة أبو عربان التابعة للأونروا في النصيرات”.

وأضاف أن المبنى “كان يُستخدم مخبأً” وقاعدة “للهجمات” على القوات الإسرائيلية.

اندلعت الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر بعد هجوم غير مسبوق نفذته حماس في جنوب إسرائيل وأدى إلى مقتل 1195 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية. 

ومن بين 251 شخصا خطفوا خلال الهجوم، ما زال 116 محتجزين في غزة، توفي 42 منهم، حسب الجيش. 

ردا على هجوم حماس توعدت إسرائيل بالقضاء على الحركة وشنت هجوما مدمراً واسع النطاق أسفر حتى الآن عن 38584 قتيلا معظمهم مدنيون، حسب وزارة الصحة في القطاع.

وكان محمد ضيف أعلن بدء هجوم حماس على إسرائيل الذي أطلق عليه “طوفان الأقصى”، في تسجيل صوتي في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وقبل عملية السبت، نجا الضيف من ست محاولات اغتيال على الأقل.

وردت حماس السبت على تصريحات إسرائيل حول الضيف مؤكدة أن “ادعاءات الاحتلال بشأن استهداف قيادات إنما هي ادعاءات كاذبة … للتغطية على حجم المجزرة المروعة. ليست المرة الأولى التي يدعي فيها الاحتلال استهداف قيادات فلسطينية ويتبين كذبها لاحقاً”.

– عرقلة الاتفاق-

اتهم اسماعيل هنية السبت رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بـ”وضع عراقيل” تحول دون التوصّل إلى اتفاق لوقف النارمن خلال “المجازر البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال”، وفقاً لبيان صادر عن الحركة الإسلامية.

ودعا هنية الوسطاء الدوليين إلى التحرك، طالبا منهم “القيام بما يلزم مع الإدارة الأميركية وغيرها لوقف هذه المجازر”.

وأكد نتانياهو مرارا عزمه على مواصلة الحرب حتى القضاء على حماس وإعادة جميع الرهائن.

ونددت حكومة الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الأحد بالغارات الإسرائيلية على جنوب قطاع غزة، داعية العالم إلى عدم التزام الصمت أمام “مجزرة لا نهاية لها”. وقالت الرئاسة البرازيلية في بيان لها إن “القصف الأخير على قطاع غزة الذي أودى بحياة المئات من الأبرياء أمر غير مقبول”. 

وأضافت الرئاسة البرازيلية “إنه لأمر مروع أن يستمروا في العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني. لقد قُتل عشرات الآلاف من الأشخاص في هجمات متتالية منذ العام الماضي”.

في سوريا، قتل عسكري وأصيب ثلاثة آخرون جراء قصف إسرائيلي استهدف عدداً من المواقع العسكرية في محيط دمشق وأحد الأبنية السكنية داخل المدينة، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا فجر الأحد.

وقال الجيش الإسرائيلي الذي نادرا ما يعلن مسؤوليته عن ضربات في سوريا، إنه استهدف مركز قيادة عسكريا سوريًا ومنشآت وأهدافا لوحدة الدفاع الجوي التابعة للجيش السوري.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *