كشفت شركة أبل، بالتعاون مع المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في لوزان (EPFL)، حيث تعمل شركة أبل على تطوير بحوثها المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، عن نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي Massively Multimodal Masked Modeling – 4M، وإتاحته للاستخدام للجميع على منصة Hugging Face
هو نموذج ذكاء اصطناعي متعدد الاستخدامات قادر على معالجة وتوليد المحتوى عبر بمختلف الطرق، على سبيل المثال، إنشاء صور بواسطة نص وصفي للصورة التي يرغبون بإنشائها، أوالتعامل مع المشاهد ثلاثية الأبعاد باستخدام مدخلات اللغة الطبيعية. وأيضا الكشف بمساعدة هذا النموذج عن أجسام معقدة.
فقد شهدت أسهم شركة أبل في مايو 2024 ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 24%، مُضيفةً أكثر من 600 مليار دولار من حيث القيمة السوقية. ما وضعها في مصاف الشركات الأفضل أداءً في قطاع التكنولوجيا، لتحتل المرتبة الثانية بعد شركة Nvidia من حيث زيادة القيمة. وما عزز هذه الثقة إعلان شراكةأبل الأخير مع OpenAI.، و أيضا أشار تقرير حصري لمارك غورمان من موقع بلومبرغ ، إلى أن أبل قد توصلت إلى اتفاق مع غوغل لاستخدام نموذج Gemini في أجهزة الأيفون .ومن المتوقع أن تعلن أبل عن هذه الشراكة في سبتمبر 2024
•ما الذي يميز هذا النموذج عن غيره من نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي؟
يتميز نموذج 4M بالبنية “المعمارية الموحدة ” للوسائط المتنوعة، مع قابلية كبيرة لزيادة الأداء مع زيادة حجم النموذج، والتعامل بفعالية مع عدد متزايد من الطرق دون تكبد تكاليف حوسبة باهظة.ما قد يجعل تطبيقات الذكاء الاصطناعي أكثر تماسكًا وتنوعًا، كأن يفهم المساعد الشخصي “سيري” الاستفسارات المعقدة المتعددة الأجزاء، التي تتضمن النصوص والصور والمعلومات المكانية، ويرد عليها باستجابات مناسبة، أو أن يُنشئ برنامج Final Cut Pro تلقائيًا محتوى الفيديو ويحرره بناءً على التعليمات النصية التي يُدخلها المستخدم.
والمثير للاهتمام هنا، أنه خلال مؤتمر أبل العالمي للمطورين بداية شهر يونيو 2024 ،ركزت أبل عند إعلانها عن Apple Intelligence على تجارب الذكاء الاصطناعي المخصصة للاستخدام عبر أجهزة الأيفون وماك والنظارات الذكية Vision pro، بينما يشير الكشف عن نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي 4M إلى طموحات أبل في مجال الذكاء الاصطناعي على المدى الطويل. على سبيل المثال، قدرة هذا النموذج على معالجة المشاهد ثلاثية الأبعاد بناءً على مُدخِلات اللغة الطبيعية، ما يعتبر هو رؤية مستقبلية لما قد يقترحه جهاز Vision Pro وجهودأبل في تقنيات الواقع المعزز.
كما يشير نهج أبل “المزدوج” بواسطة الذكاء الاصطناعي العملي Apple Intelligence للمستهلكين، والبحوث المتطورة مع نموذج 4M، إلى نية واضحةلأبل بقيادة ثورة الذكاء الاصطناعي عبر طيف التطوير بِرُمَّته.
ومع نضج هذه التقنيات وتكاملها عبر النظام الاقتصادي ecosystem لشركة أبل، قد يشهد المستخدمون تحولاً دقيقاً وعميقاً في كيفية تفاعلهم مع أجهزتهم.
يبقى أن إصدار 4 M يثير أسئلة مهمة حول ممارساتأبل بالنسبة لتعلم الآلة من البيانات وأيضا أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في تعليم الآلة. لطالما نصبت شركة أبل نفسها نصيرًا لخصوصية المستخدم، والحامي لبياناته، وهو موقف قد يكون من الصعب الحفاظ عليه نظرًا لطبيعة نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة النهمة التي تعتمد على التعلم من مجموعة ضخمة من البيانات.
التعليقات