أشار الرئيس الأمريكي (جو بايدن) أن الرد العسكري الإسرائيلي في غزة كان “مبالغًا به”، مؤكدًا سعيه لـ”وقفةٍ مستدامة في القتال” لمساعدة المدنيين الفلسطينيين المرضى.
“أنا أرى، كما تعلمون، أن سلوك الاستجابة أو الرد في قطاع غزة كان مبالغًا فيه”، قال بايدن للصحفيين في البيت الأبيض.
وأضاف أنه كان يعمل على التوصل إلى اتفاقٍ لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، وزيادة المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين، ووقفٍ مؤقت في القتال للسماح بإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس.
“أنا أعمل بجد الآن للتعامل مع وقف إطلاق النار من أجل الرهائن. هناك الكثير من الأشخاص الأبرياء الذين يعانون من الجوع، والذين يواجهون مشاكل ويموتون، لذا يجب أن يتوقف ذلك”، قال بايدن.
التصريحات، التي واحدة من أقوى الانتقادات العلنية التي أدلى بها بايدن حتى الآن لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تأتي في ظل زيادة الضغوط المحلية على الرئيس الديمقراطي لحث إسرائيل على وقف القتال.
ولم يرد البيت الأبيض على طلب لتوضيح تصريحات بايدن حتى الآن.
وصرّح المتحدث باسم المجلس الوطني للأمن الأمريكي (جون كيربي) أن أي هجوم على رفح دون النظر الجيد للمدنيين سيكون “كارثة”، مضيفًا “لن نقوم بدعم ذلك”.
وبعد هجماتِ إسرائيل الأولية، تعرّض بايدن لانتقاداتٍ جراء تصريحاته التي وصف فيها مقتل الفلسطينيين الأبرياء بأنه “ثمن شن الحرب”.
وبدأت إسرائيل حملتها العسكرية بعد قيام مسلحي حماس في غزة بقتلِ 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة جنوبي إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. وتقول وزارة الصحة في القطاع إن أكثر من 27 ألف فلسطيني قُتلوا، فيما يُخشى أن يكون هناك آلاف آخرون مدفونين تحت الأنقاض.
وحتى الآن، لم تتم إلا هدنة واحدة استمرت لمدة أسبوع فقط، نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم.
وأعلنت وزارة الخارجية السعودية في بيانٍ، الأربعاء، أنه لن يكون هناك علاقاتٍ دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 مع القدس الشرقية، وأن يتوقف “العدوان” الإسرائيلي على قطاع غزة، فيما استبعد نتنياهو تأسيس دولة فلسطينية.
والخميس، قصفت القوات الإسرائيلية مناطق في مدينة رفح الحدودية الجنوبية حيث يتواجد أكثر من نصف سكان غزة، بينما كان الدبلوماسيون يسعون لإنقاذ محادثات وقف إطلاق النار بعد رفض نتنياهو اقتراحًا من حماس وتأكيد الجيش الإسرائيلي على التقدم في رفح.
ووفقًا للمستشفى الكويتي الذي قام باستلام الجثث، أسفرت الضربات عن مقتل ما لا يقل عن 13 شخصًا، بينهم امرأتان وخمسة أطفال. وفي موقع إحدى الضربات، استخدم السكان هواتفهم المحمولة كمصابيح يدوية مع استخدامهم الفؤوس وأيديهم العارية للبحث في الأنقاض.
وقال (محمد أبو حبيب)، جارٌ شَهِد الضربة: “أتمنى أن نتمكن من جمع جثثهم كاملة بدلًا من جمع الأشلاء فقط”.
وحذرت المنظمات الإغاثية الدولية من أن أي عملية رئيسية في رفح – التي تم تعيينها سابقًا كمنطقة “آمنة” من قبل إسرائيل – ستزيد من معاناة الكارثة الإنسانية التي تشهدها المنطقة بالفعل.
وقال (بوب كيتشن) من اللجنة الدولية للإنقاذ: “إذا لم يُقتل الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيون في القصف، فإنهم سيكونون عرضة للموت جوعًا أو بسبب الأمراض. لن تكون هناك منطقة آمنة واحدة بعد الآن للفلسطينيين للتوجه إليها”.
وخارج المستشفى الذي جُلبت جثث الضحايا من الضربات الليلية إليه، بكى الأقارب وودعوا أحباءهم. قالت وردة أبو وردة إنها تشعر بالعجز، وتساءلت: “إلى أين نذهب بعد رفح؟ هل نتجه إلى البحر؟”
وقال بايدن إنه يأمل أن يؤدي التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الرهائن إلى توقف مؤقت في القتال، قابلًا للتمديد، مشيرًا إلى أن حماس شنّت الهجوم في أكتوبر/ تشرين الأول لمنع اتفاقٍ بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، لكنه أضاف “وليس لدي دليل على هذا”.
وفي شرحه لاستجابته للأزمة، يبدو أن بايدن قام بخلط تفاصيل جهوده الدبلوماسية، حيث وصف الرئيس المصري (عبد الفتاح السيسي) بأنه زعيم المكسيك.
وقال بايدن: “في البداية، لم يكُن رئيس المكسيك، السيسي، يرغب في فتح البوابة للسماح بوصول المواد الإنسانية. تحدثت معه وأقنعته بفتح البوابة. كما تحدثت مع بيبي لفتح البوابة من الجانب الإسرائيلي”.
التعليقات