قال رئيس الوزراء القطري ومسؤولون آخرون لأفراد من عائلات ستة رهائن أميركيين وإسرائيليين في الدوحة، السبت، إن مقتل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، في الضاحية الجنوبية لبيروت، الثلاثاء الماضي، جعل الجهود المبذولة لتأمين صفقة جديدة أكثر صعوبة، وفقا لما ذكره مسؤول قطري ومصدر إسرائيلي لموقع “أكسيوس”.
وكان اجتماع، السبت، هو المرة الأولى التي يستضيف فيها رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أفراد من عائلات رهائن إسرائيليين في الدوحة.
ويوضح تصريحه مدى التعقيد الذي أصبحت عليه أي جهود لتأمين صفقة تبادل جديدة مع تصاعد التوترات في جميع أنحاء المنطقة.
وقبل أسبوع تقريبا، قدمت حماس لإسرائيل عبر الوسطاء اقتراحا جديدا لصفقة، والذي تضمن طلبا للانسحاب الإسرائيلي من غزة ووقف لإطلاق النار، لكن إسرائيل رفضت ذلك.
وقالت المصادر إن رئيس الوزراء القطري أبلغ أقارب الرهائن أن المفاوضات الحالية معقدة للغاية وأطلعهم على التحديات التي تواجهها الدوحة على الجانبين في جهودها للتوصل إلى اتفاق جديد.
وأوضحت المصادر أن هذه التحديات تشمل الآن التصعيد الأخير للتوترات بعد اغتيال العاروري. وقال المسؤول القطري لأكسيوس “قال رئيس الوزراء إن التحدث مع حماس أصبح أكثر صعوبة بعد ما حدث في ضاحية بيروت”.
وأكدت أن رئيس الوزراء القطري أبلغهم بأنه ملتزم شخصيا بمواصلة محاولة تأمين صفقة تبادل جديدة وأنه لن يستسلم بغض النظر عن التحديات.
ويذكر أن وزارة الخارجية القطرية لم تعلن رسميا عن هذا اللقاء بين المسؤولين القطريين وأقارب الرهائن.
ومن جانب آخر، قالت هيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء، إن مصر قررت تجميد مشاركتها كوسيط بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
وكشفت مصادر مصرية للهيئة أن مصر أبلغت إسرائيل رسميا بقرارها تجميد دورها كوسيط، وفي الجهود الرامية إلى إبرام صفقة تبادل جديدة، وذلك على ضوء مقتل العاروري.
وأفادت مصادر قطرية أيضا للهيئة بأن مسؤولين مصريين كشفوا لها صباح الأربعاء، أن مصر قد أبلغت الحكومة الإسرائيلية بتجميد مشاركتها في الوساطة ردا على اغتيال العاروري.
وبحسب الهيئة فإن وفدا إسرائيليا، يضم المسؤول عن ملف المفقودين والمخطوفين في الحكومة الإسرائيلية، قطع زيارته للقاهرة، التي كان قد بدأها، الاثنين، لبحث جهود الوساطة للتوصل إلى صفقة تبادل جديدة.
وأشار المصدر المصري إلى أن القاهرة أعربت عن استيائها من عملية التصفية وذلك أمام مسؤولين رفيعي المستوى في إسرائيل، خاصة بعد أن كثفت مصر جهود الوساطة للتوصل إلى اتفاق مع الفصائل الفلسطينية بناء على طلب إسرائيل.
ولم يصدر تعليق رسمي من الخارجية المصرية، كما حاول موقع “الحرة” التواصل مع المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، ليور حياة، لمعرفة المزيد حول ذلك إلا أنه رفض التعليق.
ويذكر أن مصر وقطر توسطتا في صفقة بشهر نوفمبر الماضي تم بموجبها الإفراج عن عشرات المعتقلين والمخطوفين من الجانبين، خلال هدنة مؤقتة استمرت لمدة أسبوع.
واندلعت حرب غزة بعد هجوم مباغت شنته حماس على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر تقول إسرائيل إنه أدى لمقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، واختطاف نحو 240 ونقلهم إلى قطاع غزة.
وأدى القصف الإسرائيلي على القطاع مترافقا مع هجوم بري اعتبارا من 27 أكتوبر إلى مقتل 22722 شخصا معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.
وتسبب القصف الإسرائيلي المتواصل لقطاع غزة المحاصر في كارثة إنسانية لسكانه البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة تركت مئات الآلاف معدمين ومهددين بالمجاعة بسبب نقص إمدادات الأغذية.
التعليقات