أعلنت الأمم المتحدة عن اكتشاف مقبرة جماعية في السودان، غرب دارفور، دفن فيها 87 شخصا على الأقل.
وجاء في بيان مكتب حقوق الإنسان التابع للمنظمة الأممية أن الجثث تعود لأشخاص من عرقية المساليت، موردا أن المعلومات التي تم جمعها تشير إلى مسؤولية قوات الدعم السريع عن تلك المجزرة.
ووفقا للبيان، تم دفن الجثث التي تم اكتشافها في المقبرة الجماعية الموجودة في منطقة مفتوحة بالقرب من مدينة الجنينة (غرب) بين يومي 20 و21 حزيران/يونيو. موضحا أنه تم العثور على جثث لنساء وأطفال.
المعلومات كشفت أن بعض الأشخاص لقوا حتفهم متأثرين بجراحهم، خلال هجمات شنتها قوات الدعم السريع وجماعات متحالفة معها في تلك المنطقة عقت مقتل والي غرب دارفور خميس أبكر.
وصرح المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك “أدين بأشد العبارات قتل المدنيين والعاجزين عن القتال، كما أشعر بالفزع من الطريقة القاسية والمهينة التي عومل بها القتلى وعائلاتهم ومجتمعاتهم”، داعيا إلى إجراء تحقيق سريع وشامل.
وحتى اللحظة، لم يتضح بعد عدد القتلى من عرقية المساليت.
يذكر أنه خلال الأسابيع الماضية، ارتفعت وتيرة العنف الناجم عن دوافع عرقية، بالتزامن مع الحرب الدائرة منذ نيسان/أبريل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وتسببت الحرب في السودان بنزوح نحو ثلاثة ملايين شخص، كما أجبرت نحو 700 ألف على الفرار إلى دول مجاورة.
وفي تصريح سابق له، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إن السودان، ثالث أكبر دولة أفريقية من حيث المساحة، على شفا حرب أهلية واسعة النطاق يمكن أن تزعزع استقرار المنطقة ككل.
في هذا الإطار، أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريرا، الثلاثاء، أعلنت فيه عن توثيق مقتل ما لا يقل عن 40 مدنيا، من ضمنهم 28 فردا على الأقل من جماعة المساليت، في مدينة مستري بغرب دارفور على بعد 45 كلم من الجنينة.
وجاء في التقرير أنّ قوات الدعم السريع والمليشيات العربية المتحالفة معها حاصرت مدينة مستري صباح 28 أيار/مايو الماضي، واقتحمت المنازل والمدارس وأطلقت النار على المدنيين من مسافة قريبة قبل نهب وحرق معظم أنحاء المدينة.
قوات الدعم السريع، التي ينتمي عدد من مقاتليها إلى ميليشيا الجنجويد (العربية) التي ينسب إليها عدد كبير من الفظائع العرقية في نزاع دارفور قبل عقدين، نفت مسؤوليتها عن أعمال القتل في المنطقة، معلنة أن أي عضو لديها يثبت تورطه في الانتهاكات ستتم محاسبته.
في إطار مواز، تستقبل القاهرة قمة “دول جوار السودان” للبحث في تسوية سلمية للصراع هناك.
وخلال افتتاح القمة، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن “تداعيات الاقتتال في السودان نتج عنه إزهاق أرواح مئات المدنيين ونزوح السكان إلى دوار الجوار”، مطالبا “بوقف فوري ومستدام للأعمال العسكرية حفاظا على الشعب والدولة”.
ويجاور السودان 7 دول هي مصر وليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا، كما يشترك بحدود بحرية مع المملكة العربية السعودية.
وسبق أن طرحت دول أفريقية إضافة إلى السعودية والولايات المتحدة عدة مبادرات لإيجاد حلول سلمية للأزمة السودانية. ولم تفلح تلك المبادرات في إقناع طرفي النزاع بوقف القتال، الذي تسبب في خلق أزمة إنسانية كارثية في إحدى أفقر دول العالم تنعكس تداعياتها على دول المنطقة، التي يعاني العديد منها صعوبات اقتصادية جمة.
التعليقات