هل أعلنت حرب الذكاء الاصطناعي بين غوغل ومايكروسوفت وخلفهم بالمرصاد مختبر شركة ميتا!
انشغل الإعلام والمهتمين بالتكنولوجيا بنموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي للمحادثة باللغة الطبيعية ChatGPT، وهلع بعضهم من تفوق الذكاء الاصطناعي على الذكاء البشري حيث أعتبر إيلون ماسك أن هذا النموذج هو “خطر على مستقبل البشرية”.
علما أن إيلون ماسك كان من بين مؤسسي شركة OpenAI مع سام التمان و Peter Thielو ريد هوفمان أحد مؤسسي منصة لينكدإن، بهدف إنشاء “مختبر أخلاقي للذكاء الاصطناعي”؛ لكن منذ سنوات لم يعد إيلون ماسك مهتما بهذا المختبر، الذي استثمرت فيه مايكروسوفت عشرة مليارات دولار ووضعت قدراتها الحسابية والحوسبة السحابية في خدمة شركة OpenAI لتطوير النموذج التوليدي للمحادثة باللغة الطبيعية GPT و غيرها من التطبيقات كـ DALL-E لتوليد الصور .و بناء ChatGPTعلى نموذج GPT.
كثيرون أيضا اعتبروا أن هذا النوع من نماذج الذكاء الاصطناعي ستقضي على الكثير من المهن مستقبلا، ومنها مهنتنا الصحافة! كذلك تنبأ كثيرون بنهاية شركة غوغل ومحرك بحثها المسيطر، وهو قلب النموذج الاقتصادي لشركة الفابيت الشركة الام لغوغل؛ متناسين قدرات الأبحاث والاستثمار لهذه الشركة العملاقة التي أطلقت رمز الطوارئ الأحمر للمطورين في الشركة.
مايكروسوفت تعلن الحرب على غوغل!
أعلن الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلا ” عن بدء السباق،”مايكروسوفت ستتحرك بسرعة” و قد بدأت بدمج نموذج ChatGPT و DALL-E في حزمتها المكتبية مايكروسوفت أوفيس وأصدرت مايكروسوفت إصدارا جديدا من محرك بحثها Bing و في برنامج تصفح الويب إيدج مدعوما بنموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي للمحادثة باللغة الطبيعية ChatGPT يعرض نتائج البحث التقليدية على الجانب الأيسر من النافذة مع توفير السياق والتعليقات التوضيحية المدعومة بالذكاء الاصطناعي على الجانب الأيمن. تتصور مايكروسوفت هذا التخطيط جنبًا إلى جنب كطريقة للتحقق من نتائج الذكاء الاصطناعي، مما يسمح لمصدري المعلومات بالتكامل.
سارع Sundar Pichai الرئيس والمدير التنفيذي لألفابيت Alphabet والمديرالعام لغوغل بالإعلان عن إطلاق نسخة تجريبية من نموذج الذكاء الاصطناعي Bard المنافس لـ ChatGPT. وأيضا إطلاق أسلوب جديد لمحرك البحث غوغل بالإجابة عن أسئلة المستخدمين من دون روابط وباستخدام الذكاء الاصطناعي.
علما أن ألفابيت Alphabet خسرت أكثر من 100 مليار دولار من قيمتها السوقية الأربعاء 9 فبراير 2023بعد أن فشل نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي للمحادثة باللغة الطبيعية Bard في الإجابة بطريقة صحيحة عن الأسئلة الموجهة إليه خلال الإعلان الترويجي له.
•ما هدف هذا السباق المحموم؟
السباق اليوم ليس على التقنيات المبتكرة للذكاء الاصطناعي أوdisruptive التي تكسر الموجود أو الوصول إلى مستوى الذكاء البشري Human Level AI حسب كبير علماء مختبر الذكاء الاصطناعي في شركة ميتا Yann Lecun :
“علينا قبل ذلك، الوصول إلى مستوى ذكاء الكلب أو القطة نحن لسنا قريبين من ذلك”. ويضيف “ما زلنا نفتقد شيئًا كبيرًا. على الرغم من قدرات نموذج اللغة الكبير Large Language Model LLM قطة المنزل لديها طريقة أكثر منطقية وفهمًا للعالم من أي ماجستير في القانون”. ملمحا إلى نجاح ChatGPT في اختبار ماجستير القانون في كلية الحقوق .
تقنية ثورية أم تسويقية؟
التغيرات أوdisruptive التي تكسر الموجود أو الثورية هنا في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ، ليست تقنية وإنما في سوق الذكاء الاصطناعي وكيفية استثمار تطبيقات هذا الذكاء الاصطناعي الموجهة للمستقبل وللغد، ومن سيسيطر عليه كما كان غوغل في سوق محركات البحث و فيسبوك في المنصات الاجتماعية!
التنافس اليوم ليست في كينونة هذه النماذج إن كانت ثورية أم لا، بل مَن مِن بين الشركات العملاقة التي تستثمر المليارات من الدولارات في أبحاث الذكاء الاصطناعي ستسيطر على سوق الاستهلاك للعامة!
مرت ثلاثون سنة على بداية التحول الرقمي مع فتح شبكة الإنترنت للعامة وولادة الويب وتطبيقاته المختلفة التي غيرت في الصميم كل مفاصل حياة البشري الذي أصبح اليوم المستهلك المتصل. فعلينا اليوم طرح السؤال :ما سيكون تأثير نماذج الذكاء الاصطناعي المختلفة في المستقبل على حياتنا كبشر؟ فهذه النماذج من الذكاء الاصطناعي كـ Chat GPT ليست محايدة” لأنها مدربة على بيانات مختارة ومحددة مسبقا” وبالتالي ما سيكون تأثير هذه التقنيات على خصوصيتنا، على مستقبل مهن معينة، و على أسلوب تعلم البشري؟
غير أن السؤال الأساسي اليوم من خلال هذا التنافس المحموم الذي أنطلق، من سيسيطر على هذا السوق ويغير في الصميم حياة هذا البشري؟ غوغل، ميتا، مايكروسوفت، آبل، أو ربما العملاق الصيني Baidu الذي هو بدوره بصدد إطلاق نموذج محادثة للذكاء الاصطناعي شبيه بـ ChatGPT المسمى “Wenxin Yiyan” باللغة الصينية و”ERNIE Bot” بالإنجليزية لتنضم هذه الشركة العملاقة إلى السباق العالمي للسيطرة على هذه التكنولوجيا.
التعليقات