واشنطن: 10 قتلى في حرائق لوس انجليس الخارجة عن السيطرة

يتواصل انتشار النيران في لوس أنجليس التي غطى دخان كثيف سماءها، إذ لا تزال الحرائق الرئيسية التي أوقعت ما لا يقل عن عشرة قتلى خارج السيطرة في هذه المدينة الكبيرة في ولاية كاليفورنيا الأميركية حيث انتشرت تعزيزات عسكرية.

قال أورين ووترز لوكالة فرانس برس من أمام منزله المتفحم في مدينة التادينا شمال لوس انجليس “هذا أشبه بنهاية العالم. هذا أمر لا يمكن تصوره”.

ولحق دمار هائل في أجزاء كاملة من ثاني مدن الولايات المتحدة مع انهيار أكثر من عشرة آلاف مبنى بحسب جهاز الإطفاء في كاليفورنيا.

وقال هيستر كالول الذي انتقل إلى مركز إيواء بعدما فر من منزله في ألتيدينا “احترق منزلي وخسرت كل شيء”.

ولم تنجح فرق الإطفاء بعد في احتواء الحريق الذي يلتهم حي باسيفيك باليسايدس الراقي الواقع بين ماليبو وسانتا مونيكا، شمال غرب لوس أنجليس، رغم إرسال مروحيات لرش المياه مع تراجع موقت في حدة الرياح التي تؤجج النيران. وبعد فترة هدوء عدت الرياح لتهب ما تسبب بحرائق جديدة.

كذلك، لا يزال الحريق المستعر في التادينا متواصلا مع أن فرق الاطفاء تمكنت تقريبا من وقف انتشاره.

وقال جهاز مكافحة الحرائق في كاليفورنيا إن النيران التهمت حتى الآن أكثر من 14160 هكتارا في لوس أنجليس. وقد تم إجلاء أكثر من 180 ألف شخص فيما ارتفعت حصيلة القتلى إلى عشرة على الأقل.

وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماع أزمة “هذه هي أكبر حرائق الغابات وأكثرها تدميرا في تاريخ كاليفورنيا” مشددا على أن “التغير المناخي حقيقة واقعة”.

وقد تكون كلفة هذه الحرائق، الأعلى المسجلة حتى الآن. وقدرت “أكيو ويذر” الأضرار والخسائر بين 135 و150 مليار دولار.

وحلق صحافيون لوكالة فرانس برس فوق ماليبو وباسيفيك باليسايدس حيث استحالت دور فارهة مطلة على المحيط، هياكل متفحمة.

 

•تعزيزات عسكرية

ومع تسجيل عمليات نهب، أعلن شريف منطقة لوس انجليس روبرت لونا فرض حظر تجول ليليا، وتكليف الحرس الوطني القيام بدوريات في المناطق المنكوبة.

وقال حاكم كاليفورنيا الديموقراطي غافين نيوسوم “لنكن واضحين لن نسمح بعمليات النهب”.

وأوضح لونا من جهته أن عناصر جهازه يقومون بدوريات في المناطق التي أخليت من السكان وأنهم سيوقفون أي شخص لا يجدر به التواجد فيها.

وسط الانقاض في التادينا يقوم مواطنون بدوريات لحماية ما تبقى من احيائهم. وفرض حظر التجول في المناطق التي أخليت من سكانها في مدينة سانتا مونيكا الساحلية.

وقال نيكولاس نورمان لوكالة فرانس برس “لم انقذ منزلي حتى يأتي معتوه وينهبه. لا مجال لذلك بتاتا” مضيفا “قمت بأمر أميركي معتاد: جلبت بندقية الصيد التي أملكها وجلست هنا وأضأت نورا ليعرفوا أن ثمة أشخاصا هنا”.

 

•بؤرة حريق جديدة

وهدأت قليلا الرياح التي بلغت سرعتها أحيانا 160 كيلومترا في الساعة حاملة الجمر في الأجواء على مسافة كيلومترات. لكنها لم تخفت تماما فيما التلال تعاني من جفاف حاد جدا. وقالت السلطات إن الظروف “لا تزال خطرة جدا”.

وحذرت رئيسة بلدية لوس انجليس كارين باس من أن “الرياح لا تزال استثنائية بقوتها”.

وقالت مصلحة الأرصاد الجوية إن تحذيرها يبقى ساريا حتى اليوم الجمعة مشيرة إلى أنه “لا يزال مرجحا أن يسجل تطور كبير في وضع الحرائق”.

فبعد ظهر الخميس سجلت بؤرة نيران جديدة قرب كالاباساس وحي هيدن هيلز الراقي جدا حيث تقيم نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان.

أما في حي هوليوود، موطن صناعة السينما الذي كان مهددا لفترة من الوقت بسبب ألسنة اللهب، فتمت السيطرة على الحريق في التلال، وفقا للسلطات المحلية، وتم رفع أمر الإخلاء صباح الخميس.

ودعت السلطات سكان كاليفورنيا إلى الاقتصاد في استهلاك المياه لأن ثلاثة خزانات تغذي محطات مكافحة الحرائق فرغت بسبب مكافحة النيران.

 

•تبعات على السينما

ونشر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب معلومات خاطئة عبر شبكته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشال” بتأكيده أن كاليفورنيا تعاني نقصا في المياه بسبب السياسات الحكومية الديموقراطية التي تحول مياه الأمطار “لحماية نوع غير مفيد من الأسماك”.

في الواقع تستخدم غالبية المياه المستهلكة في لوس أنجليس والمتأتية من نهر كولورادو، في الزراعة كأولوية.

وتؤثر الحرائق في النشاط السينمائي في هوليوود. فقد توقف تصوير أفلام ومسلسلات عدة فيما أغلق متنزه “يونيفرسال ستوديوز” الترفيهي في هوليوود.

وأرجئ إعلان الترشيحات لجوائز الأوسكار إلى 19 كانون الثاني/يناير بدلا من 17 منه فضلا عن مراسم توزيع جوائز النقاد التي كان يفترض أن تقام الأحد.

والرياح التي تهب راهنا معروفة باسم “سانتا آنا” وهي مألوفة في فصلي الخريف والشتاء في كاليفورنيا. لكن خلال الأسبوع الحالي بلغت حدة غير مسبوقة منذ العام 2011، على ما أفاد خبراء الأرصاد الجوية.

وتشكل هذه الرياح كابوسا للإطفائيين لأن كاليفورنيا عرفت سنتين ماطرتين جدا أدتا إلى إنعاش الغطاء النباتي الذي يبس الآن بسبب الشتاء الجاف الذي تشهده المنطقة.

ويشير العلماء بانتظام إلى أن التغير المناخي يزيد تواتر الظواهر الجوية القصوى.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *