بعد أن حرص على البقاء بعيدا عن الأضواء، لعشرات السنين، أصبح قائد الانقلاب، الذي أعلن نفسه رئيسا للمجلس الانتقالي في النيجر، عبد الرحمن تشياني، محل اهتمام وسائل الإعلام.
تشياني، المعروف في النيجر على أنه قائد الحرس الرئاسي، خرج من وراء رئيس النيجر المحتجز ، محمد بازوم، ليعلن نفسه رئيسا لما يسمى بالمجلس الانتقالي في النيجر، رغم عدم اعتراف أغلب الدول والهيئات الدولية به، وعلى رأسها الولايات المتحدة.
وطالبت الولايات المتحدة، الجمعة، بعودة الرئيس المنتخب، مبينة أن الإطاحة به تعرض النيجر للخطر وقف المساعدات العسكرية الأميركية لهذه الدولة الفقيرة ذات الموقع الاستراتيجي.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، في البيت الأبيض للصحفيين “نذكر أولئك الذين يحاولون الاستيلاء على السلطة بالقوة أن إطاحة الرئيس المنتخب ديموقراطيا (محمد) بازوم (ستعرّض) تعاون الولايات المتحدة الكبير مع حكومة النيجر للخطر”.
وأضاف “الاستيلاء العسكري قد يدفع الولايات المتحدة لوقف التعاون الأمني وسواه مع حكومة النيجر”.
قد يؤشر التسجيل الصوتي الذي نُسب لزعيم مجموعة فاغنر، الروسية، يفغيني بريغوجين، إلى ضلوع روسيا عبر مرتزقة فاغنر في انقلاب النيجر، حيث أكد المتحدث في المقطع الصوتي، على أن الحركة الجارية ضد الرئيس، محمد بازوم، “كفاح ضد المستعمرين”.
والسبت، طالب الاتحاد الأفريقي جيش النيجر بـ”العودة إلى ثكناته وإعادة السلطة الدستورية” خلال 15 يوما، بينما أكّد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن التكتّل “لا يعترف ولن يعترف بسلطات الانقلاب” في النيجر وأنه يعلّق فورا “كل تعاونه في المجال الأمني مع النيجر”.
•شخصية غامضة “غير توافقية“
وكالة فرانس برس نقلت عن الباحث في مجموعة الأزمات الدولية، إبراهيم يحيى إبراهيم، أن تشياني “لا نعرفه كثيرا خارج الأوساط العسكرية، فهو لا يملك حضورا علنيا، إنه رجل الظل، قوي، ولكنه ليس شخصية توافقية للغاية”.
كان تشياني وفيا للرئيس السابق، محمدو يوسوفو، الذي عينه قائدا للحرس الرئاسي خلال ولايتيه الرئاسيتين من 2011-2021.
بحسب مقربين من الرئيس المحتجز، بازوم، تحدثوا للوكالة الفرنسية، فإن العلاقات تدهورت بين الرجلين منذ أشهر.
كان تشياني يحضر الاحتفالات الرسمية وأنشطة الرئيس في شكل نادر، إذ كان يمثله في الغالب نائبه، أبرو أمادو باشارو، المؤيد للانقلاب هو الآخر.
ينحدر تشياني من فيلينجوي وهي منطقة قاحلة تبعد نحو 200 كيلومتر شمال شرق العاصمة نيامي، في منطقة تيلابيري التي شهدت سلسلة هجمات شنتها جماعات متطرفة لسنوات.
ويسيطر الرجل على الحرس الرئاسي منذ 2011، وتمت ترقيته لرتبة جنرال في 2018 من قبل الرئيس الأسبق محمدو يوسفو.
قبل ذلك، شغل الرجل منصب الملحق العسكري في سفارة النيجر في ألمانيا.
التحق تشياني بالجيش النيجيري عام 1985 وخدم في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية وساحل العاج ونيجيريا والسودان، وفق صحيفة “نيويورك تايمز”.
اتُهم بالمشاركة في محاولة انقلاب في عام 2015، لكنه نفى أي تورط له وبقي في نهاية المطاف قريبا من الرئيس محمدو يوسفو، الذي عمد إلى ترقيته لرتبة جنرال في عام 2018 وظل في السلطة حتى عام 2021، عندما تولى بازوم منصبه.
•مثير للجدل
يؤكد منتقدوه أنه “مثير للجدل” داخل الجيش، بينما يزعم مؤيدوه بأنه “رجل قوي ولديه شعبية وسط قرابة 700 عنصر من وحدته”.
كان اسمه موضع جدل منذ الانقلاب الفاشل لعام 2015 على الرئيس السابق يوسفو، الذي أعطاه بعد ذلك صلاحيات واسعة، مخافة أن يتم الانقلاب عليه من قبل ضباط الجيش.
ولمساهمته في إحباط عدة محاولات انقلابية، بين عامي 2021 و 2022 بحسب السلطات، أعاد بازوم، تعيينه في منصبه كرئيس للحرس الرئاسي، لكن العلاقة بينهما لم تكن جيدة، وفق شهادات عديدة نقلتها فرانس برس.
تقول مجلة “جون أفريك” إنه ليس بالرجل الذي يحقق الإجماع، حيث ينتقده ضباط الجيش بسبب صعوده السريع، وتمكنه من جهاز الحرس الرئاسي منذ عقد.
يُذكر أن تقارير متطابقة تؤكد أن انقلابه على الرئيس المحتجز، محمد بازوم، كان بسبب نية الأخير استبداله، لكن تشيباني تحجج بالأوضاع الأمنية في البلاد، ليبرر انقلابه، في أول ظهور تلفزيوني له منذ إعلان احتجاز الرئيس وعائلته.
وتؤكد وكالة الأنباء الأفريقية، “أبا نيوز” وجود “قرار رئاسي كاذب” تداولته أوساط عسكرية يشير إلى استبداله بقائد آخر، وهو ما عجل بانقلاب تشياني على الرئيس المحتجز، بازوم.
التعليقات