توالت ردود الفعل الدولية إزاء “التمرد المسلح” الذي أعلنه يفغيني بريغوجين، قائد مجموعة فاغنر ضد القيادة العسكرية الروسية بعد أن اتهمها الجمعة بقصف معسكرات لقواته في أوكرانيا، ما أدى إلى مقتل عدد “هائل” من عناصر مجموعته شبه العسكرية.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من الأوائل الذين تفاعلوا مع هذا الحادث إذ قال إن “التمرد المسلح الذي أطلقته مجموعة فاغنر دليل على ضعف روسيا وعدم الاستقرار السياسي فيها”.
وأضاف في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي “ضعف روسيا واضح. ضعف واسع النطاق. وكلما أبقت روسيا قواتها ومرتزقتها على أرضنا، واجهت المزيد من الفوضى والألم والمشكلات لاحقا”، مؤكدا في نفس الوقت أن “أوكرانيا قادرة على حماية أوروبا من انتشار الشر والفوضى الروسيين”.
•مخاوف من حدوث مزيد من الاضطرابات
من جهتها، أكدت جورجيا ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا أن تمرد يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة يظهر أن “غزو روسيا لأوكرانيا جاء بنتائج عكسية على الرئيس فلاديمير بوتين”.
فيما أشار مكتبها في بيان إلى أنها “تراقب عن كثب تطور الأحداث في روسيا والذي يظهر كيف أن العدوان على أوكرانيا يتسبب في زعزعة الاستقرار داخل روسيا الاتحادية”.
أما ألمانيا التي تربطها علاقات اقتصادية قوية بروسيا، فلقد دعت مواطنيها إلى “تجنب” السفر إلى مدينة روستوف والمناطق المحيطة بها إلى إشعار أخر “بسبب الأحداث التي تجري في هذه المدينة”.
كما حثت أيضا وزارة الخارجية الألمانية رعاياها المتواجدين في موسكو إلى “تجنب منشآت الدولة وخصوصا العسكرية فيها إضافة إلى وسط المدينة”.
أما الخارجية البريطانية، فلقد حذرت من حدوث اضطرابات في أنحاء روسيا قائلة “هناك تقارير عن توتر عسكري في منطقة روستوف وخطر حدوث مزيد من الاضطرابات في أنحاء البلاد. بالإضافة إلى ذلك هناك نقص في الخيارات المتاحة لرحلات الطيران للعودة إلى المملكة”.
•فرنسا تركز على دعمها لأوكرانيا
كما دعا ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني السبت جميع الأطراف في روسيا إلى حماية المدنيين بعدما سيطر يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة على إحدى المدن الجنوبية.
وصرح لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” في مقابلة ستُذاع كاملة غدا الأحد “أهم شيء سأقوله هو أن تتحلى جميع الأطراف بالمسؤولية وأن تحمي المدنيين”.
وأضاف “نراقب عن كثب الموقف وكيفية تطوره على الأرض. نحن على اتصال مع حلفائنا وفي الواقع سأتحدث مع بعضهم في وقت لاحق اليوم”.
هذا، وتتابع الرئاسة الفرنسية “عن كثب التطورات الميدانية في روسيا”، فيما أشار الرئيس ماكرون إلى أن “تركيزنا لا يزال على دعم أوكرانيا”.
•هل يرسل كاديروف مقاتلين لإلحاق الضرر لمجموعة فاغنر؟
في بولندا المجاورة لأوكرانيا والتي تدعمها بقوة، قال الرئيس أندريه دودا إنه أجرى مشاورات مع رئيس الوزراء ووزارة الدفاع حول الموقف في روسيا، مضيفا أن وارسو تراقب الموقف.
وكتب دودا على تويتر “فيما يتعلق بالموقف في روسيا، أجرينا هذ الصباح مشاورات مع رئيس الوزراء ووزارة الدفاع ومع الحلفاء أيضا”. وأضاف “نراقب مسار الأحداث خلف حدودنا الشرقية بصورة مستمرة”.
وإلى ذلك، ندد رمضان كاديروف رئيس الشيشان بـ”التمرد المسلح” الذي قام به رئيس مجموعة فاغنر وقال إنه “مستعد لإرسال مقاتلين إلى مدينة روستوف حيث تتواجد قوات مجموعة فاغنر” واصفا تصرف قائد فاغنر بـ”الطعنة في الظهر”.
وقالت رئيسة وزراء إستونيا كايا كالاس إن بلادها تعزز أمن حدودها وناشدت المواطنين عدم السفر إلى أي جزء من روسيا المجاورة. وقالت كالاس على تويتر “يمكنني التأكيد أنه ليس هناك أي تهديد مباشر لبلدنا”.
التعليقات