وصل البابا فرنسيس الأحد إلى جزيرة كورسيكا. وعلى منصة أقيمت في الهواء الطلق في كازون في مرتفعات أجاكسيو، كبرى مدن الجزيرة الفرنسية المتوسطية، ترأس البابا قداسا حاشدا ألقى عظته أمام نحو تسعة آلاف شخص. وأطلق البابا نداء من أجل السلام “لكلّ الشرق الأوسط” وأيضا “للشعب الأوكراني والشعب الروسي”.
وقال الحبر الأعظم “السلام لفلسطين ولإسرائيل وللبنان ولسوريا، ولكلّ الشرق الأوسط” و”للشعب الأوكراني والشعب الروسي” و”السلام للعالم أجمع”، مؤكدا أن “الحرب دائما هزيمة”.
كما حذّرالبابا من “خطر” استغلال “التقوى الشعبية، التي تستخدم أداة من قبل جماعات تعتزم تعزيز هويتها بطريقة جدلية من خلال تغذية الخصوصيات والمعارضة والمواقف الإقصائية”، وذلك في رسالة يمكن أن تكون موجّهة إلى القوميين الكورسيكيين.
وتوجّه بالشكر إلى الكاردينال فرنسوا-كزافييه بوستيلو “على هذا النهار الذي شعرت طيلته بأني في داري”.
وكان البابا تلقى دعوة لزيارة الجزيرة من أسقف أجاكسيو الذي يحظى بشعبية كبيرة المونسينور فرنسوا-كزافييه بوستيلو (56 عاما)، وقد أصبح الأخير كاردينالا في أيلول/سبتمبر 2023.
ورد الكاردينال مرحبا بزيارة الحبر الأعظم ومعتبرا إياها “بركة” لكورسيكا.
واستقبل الحبر الأعظم بتصفيق حار وبهتافات “يعيش البابا”، قبل أن يجوب المدينة بالسيارة البابوية ويبارك الحشود التي تجمّعت على طول المسار الذي سلكه.
في كورسيكا حيث غالبية السكان من الكاثوليك (80 بالمئة وفق الفاتيكان)، دافع البابا الأحد عن “مفهوم لعلمانية غير جامدة أو متحجرة بل متطورة ودينامية”، وذلك في ختام منتدى حول “التدين الشعبي في المتوسط”.
بعد صلاة التبشير الملائكي، أعرب البابا فرنسيس عن تضامنه “الروحي” مع ضحايا الإعصار شيدو الذي يضرب أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي.
والأحد رجحت سلطات الأرخبيل مقتل “مئات” أو حتى “بضعة آلاف” من السكان جراء الإعصار الذي دمر في اليوم السابق قسما كبيرا من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات.
بعد أسبوع على إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام التي لم يشارك فيها رغم دعوة الرئيس الفرنسي له، التقى البابا إيمانويل ماكرون قبيل انتهاء زيارة الحبر الأعظم لكورسيكا.
وأعرب ماكرون عن تضامنه مع سكان مايوت وتعهّد بـ”تحرك” لمساعدتهم.
من مالطا إلى صقلية مرورا بجزيرة ليسبوس اليونانية، زار البابا فرنسيس الكثير من المناطق في حوض المتوسط الذي تتركز فيه الكثير من أولويات حبريته مثل الحوار بين الأديان واستقبال المهاجرين.
التعليقات