في قاعة صلاة مزدحمة في طهران، احتشد مناصرو المرشّح المحافظ المتشدّد سعيد جليلي قبل جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية التي ستجري الجمعة، بينما اجتمع مؤيدو منافسه الإصلاحي مسعود بيزشكيان في ملعب قريب.
ونظّم المرشّحان تجمّعاتهما الانتخابية الأخيرة في وقت متأخّر الأربعاء، بعد فوزهما في الجولة الأولى من الانتخابات التي تجري لاختيار خليفة للرئيس إبراهيم رئيسي الذي قُتل في حادث تحطّم مروحية في أيار/مايو.
وتردّد صدى هتافات “كلّ إيران تهتف جليلي” بينما كان الآلاف من مناصري المحافظ المتشدّد الذي كان مفاوضاً في الملف النووي، محتشدين في مصلى طهران الكبير.
وتعهّد جليلي بـ”القوة والتقدّم” في حال انتُخب رئيساً، بينما زيّنت ملصقات تحمل صورة الرئيس الراحل إبراهيم رئيس المحافظ المتشدّد الجدران، مع شعار “عالم من الفرص، إيران تتقدّم إلى الأمام”.
في ملعب مفتوح في مكان آخر من العاصمة، كان بيزشكيان يتحدّث عن “الوحدة والتماسك”، بينما يردّد أنصاره هتافات تذكّر برئيس سابق آخر هو الإصلاحي محمد خاتمي الذي أيّد مرشّحهم.
وهتف الحشد بحماس “عاش خاتمي، عاش بيزشكيان!”، ملوّحين بأعلام خضراء تحمل شعار المرشّح الإصلاحي “من أجل إيران”.
– “سيتبع خطى رئيسي” –
في قاعة الصلاة، جلست نساء متشحات بالشادور الأسود في قسم مخصّص لهنّ منفصلات عن الرجال. ولكن الجميع صفّقوا بحرارة لدى دخول جليلي.
وقال للحشد المتحمّس “نحن نعيش لحظة تاريخية”، داعياً الناخبين إلى التوجّه إلى صناديق الاقتراع الجمعة.
وشارك 40 في المئة فقط من 61 مليون ناخب إيراني في التصويت خلال الجولة الأولى التي جرت الأسبوع الماضي، ما يشكّل أدنّى مشاركة في الانتخابات منذ قيام الجمهورية الإسلامية في العام 2019.
وتقول مريم نوري (40 عاماً)، إنّ جليلي هو “الخيار الأفضل لأمن البلاد”.
كما تؤكد ربة منزل تبلغ من العمر 39 عاماً رفضت الكشف عن اسمها، أنّ جليلي “صادق وسيتبع خطى رئيسي”.
ولطالما عارض جليلي المعروف بموقفه المتشدّد المناهض للغرب، التحرّكات الرامية إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي الذي أُبرم في العام 2015 مع القوى الكبرى والذي فرض قيوداً على النشاط النووي الإيراني في مقابل الرفع التدريجي للعقوبات.
وقال إنّ الاتفاق الذي انهار في العام 2018، عندما انسحبت منه الولايات المتحدة، انتهك “الخطوط الحمر” لإيران عبر السماح بعمليات تفتيش المواقع النووية.
وبينما كان يتحدّث، قاطعه أنصاره بهتافات مندّدة بالرئيس السابق حسن روحاني، الذي تفاوضت حكومته على الاتفاق النووي.
وقال جليلي للحشد إنّه في حال انتُخب “سنعمل على تحسين قوّة وتقدّم البلاد”.
– “أمل”-
من جهته، حاز بيزشكيان الذي دعا إلى “علاقة بنّاءة” مع الحكومات الغربية وإنهاء “عزلة” إيران، تأييد روحاني المعتدل وشخصيات إصلاحية من الرئيس السباق خاتمي.
وقال بيزشكيان أمام أنصاره “نستطيع إدارة بلادنا بالوحدة والتماسك”.
وأضاف “سأعمل على حل النزاعات الداخلية بأفضل ما أستطيع”.
وكان بيزشكيان الذي تعهّد بمعارضة “كاملة” لدوريات شرطة الأخلاق التي تفرض الحجاب الإلزامي ودعا إلى تخفيف القيود المفروضة منذ فترة طويلة على الإنترنت، يتحدّث أمام حشد من النساء اللواتي ارتدين الحجاب الملوّن واختلطن مع أخريات يرتدين الشادور الأسود التقليدي، إلى جانب رجال.
وأصبحت قضية الحجاب مثيرة للجدل بشكل خاص بعد الاحتجاجات التي اعقبت وفاة مهسا أميني أثناء احتجازها في العام 2022، بسبب اتهامها بانتهاك قواعد اللباس الصارمة التي تفرضها الجمهورية الإسلامية على النساء.
ومنذ الاضطرابات التي استمرّت لأشهر في مختلف أنحاء البلاد، أصبحت النساء ينتهكن القواعد بشكل متزايد، بينما شدّدت الشرطة الرقابة في الأشهر الأخيرة.
وقال صادق أذاري (45 عاماً) الذي يعمل في مجال التأمين، “أعتقد أنّه إذا فاز بيزشكيان… فإنّ الناس سيكون لديهم أمل في المستقبل”.
التعليقات