
أعاد الانفجار الذي وقع السبت في مرفأ مدينة بندر عباس الإيرانية، إلى الواجهة الحديث عن التقارير الصادرة مطلع هذا العام بشأن الشحنات الكيميائية التي استوردتها طهران من الصين، والتي يمكن استخدامها في صناعة الصواريخ الباليستية.
فقد أشار تقرير لشبكة “سي أن أن”، نشر في 13 شباط – فبراير 2025، إلى أن “بيانات تتبع السفن أظهرت أن سفينة تحمل ألف طن من مادة كيميائية صينية الصنع، قد تكون مكونا رئيسيا في وقود برنامج الصواريخ العسكرية الإيراني، قد رست قبالة ميناء بندر عباس الإيراني”.
وأضاف: “قد يشير ذلك إلى أن إنتاج إيران من الصواريخ عاد إلى وتيرته الطبيعية، بعد الهجمات المدمرة والمحرجة التي نفذتها إسرائيل ضد مصانع أساسية العام الماضي”.
وأضاف التقرير أن “معظم شحنة الألف طن تتكون من بيركلورات الصوديوم، وهي المادة الأساسية المستخدمة في إنتاج الوقود الصلب الذي يزود الصواريخ التقليدية الإيرانية متوسطة المدى بالطاقة”.
وأسفر الانفجار الذي وقع السبت في ميناء الشهيد رجائي في بندر العباس عن إصابة أكثر من 500 شخص بجروح وسقوط 4 قتلى على الأقل، وفق حصيلة جديدة غير نهائية أوردها التلفزيون الرسمي الإيراني.
ورغم أن العديد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي ربطوا بين هذه التقارير وانفجار المرفأ الإيراني، وذهب بعضهم إلى اعتبار الحادث نتيجة عمل تخريبي، إلا أنه لا توجد حتى الآن أي أدلة تؤكد هذه التكهنات.
•“سوء تخزين المواد الكيميائية”
من جانبها، نقلت وكالة رويترز عن المتحدث باسم منظمة إدارة الأزمات الإيرانية، حسين زافاري، ترجيحه أن سبب الانفجار يعود إلى سوء تخزين مواد كيميائية داخل حاويات في ميناء الشهيد رجائي، دون أن يحدد طبيعة هذه المواد.
ولفت زافاري إلى أن “المدير العام لإدارة الأزمات قد وجه تحذيرات لهذا الميناء خلال زياراته السابقة، محذرا من احتمال وقوع حوادث”.
لكن متحدث باسم الحكومة الإيرانية قال لرويترز إن المواد الكيميائية قد تكون تسببت بالانفجار، لكن من غير الممكن حتى الآن تحديد السبب الدقيق.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي تصاعد أعمدة هائلة وكثيفة من الدخان الرمادي والأسود بعد الانفجار في الميناء القريب من مدينة بندر عباس، مركز محافظة هرمزكان المطلة على الخليج. وأظهرت اللقطات تحليق مروحيات ومشاركتها في جهود الاطفاء ونقل الجرحى.
كما أظهرت لقطات من المكان، أضرارا كبيرة في الميناء والطرق المؤدية إليه حيث تناثر الحطام في كل حدب وصوب، ومسعفين ينقلون مصابين على متن حمالات الى سيارات الإسعاف. كما تسبب عصف الانفجار بتضرر عشرات الحاويات الحديد والشاحنات التي تفحم بعضها بشكل شبه كامل، بينما كانت أخرى تلتهمها النيران بالكامل.
وأعرب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان عن تعاطفه مع ضحايا الانفجار، مشيرا الى أنه “أصدر أوامر بالتحقيق في الوضع والأسباب”، ووّجه وزير الداخلية اسكندر مومني للتوجه الى الموقع.
وكان اسماعيل مالكي زاده، المسؤول في إدارة الموانئ والملاحة في المحافظة، أوضح صباح السبت أن “انفجارا هائلا” وقع “في جزء من رصيف ميناء الشهيد رجائي، ونعمل على إخماد الحريق”.
وقال مسؤول جهاز الطوارئ مهرداد حسن زاده للتلفزيون إن “الحادث وقع نتيجة انفجار عدة حاويات مخزنة في منطقة رصيف ميناء الشهيد رجائي”.
ويعد ميناء الشهيد رجائي، الواقع على مسافة نحو 23 كيلومترا غرب مدينة بندر عباس، أكبر الموانىء التجارية في إيران، وتمر عبره أكثر من 70% من البضائع الإيرانية، وفق البيانات الرسمية.
وأوردت وكالة الأنباء الرسمية “إرنا” أن هذا الميناء هو “أكبر وأكثر موانئ الحاويات في إيران تطورا ويضم 12 رصيف حاويات و 30 رافعة وانواع التجهيزات المتطورة، ويؤدي دورا محوريا في الاقتصاد البحري للبلاد”. ويقع الميناء على مضيق هرمز الذي يمر عبره خُمس إنتاج النفط العالمي.
التعليقات