ارتفعت حالات التسمم الكحولي في إيران بشكل كبير خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، والتي نجم عنها وفيات، حسبما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”.
وتسجل الدولة التي تحظر الكحول حوالى 10 حالات تسمم كحولي يوميا، مرتبطة بتناول منتوجات مغشوشة، وفقا لإحصائيات رسمية جمعتها الصحيفة الأميركية من التقارير الإخبارية المحلية.
وتحظر إيران بيع واستهلاك الكحول منذ استيلاء رجال الدين على السلطة عام 1979، وفقا لقواعد الشريعة الإسلامية التي تحرم السكر. ويعتبر القانون الإيراني استهلاك الكحول جريمة ويعاقب عليها بـ 80 جلدة وغرامة مالية.
وعلى مدى العقود، ظهرت تقارير عن تلوث مادة الميثانول من حين لآخر، ولكن ليس في النطاق والتكرار الذي شوهد خلال الأشهر الأخيرة، كما تقول الصحيفة.
واستشهدت “نيويورك تايمز” بوفاة فنان إيران مشهور، الشهر الماضي، بعد أن شرب زجاجة من “العرق”، وهو مشروب فودكا إيراني مقطر من الزبيب.
وذكرت الصحيفة أن الفنان، خسرو حسن زاده، 60 عاما، شعر بضبابية في الرؤية خلال ساعات من شربه “العرق” المصنوع محليا، قبل أن يختفي بصره صباح اليوم الثاني جراء تسممه من الميثانول.
وبالنسبة للعديد من الإيرانيين، فإن الوفيات هي مثال على كيفية قمع القواعد الدينية للجمهورية الإسلامية المواطنين العاديين والتدخل في حياتهم الشخصية.
وملقيا باللوم على الحكومة في الوفيات المرتبطة بتسمم الكحول، كتب ناصر تيموربور، وهو زميل الفنان الإيراني الراحل على تويتر، “أخذ خسرو منا بسبب فقدان الحريات الاجتماعية”.
وأقر المسؤولون الإيرانيون علنا بأن الحالات تصاعدت خلال الفترة الأخيرة. وقال كبير الأطباء الشرعيين في طهران، مهدي فروزيش، في مؤتمر صحفي في يونيو الماضي، إن عدد حالات العلاج في المستشفيات والوفيات الناجمة عن التسمم بالميثانول قد ارتفع بشكل حاد.
وأضاف أن طهران فقط، ارتفعت فيها حالات التسمم الكحولي بنسبة 36.8 بالمئة منذ بداية شهر مارس الماضي.
ولا تزال إيران تعاني تبعات انتفاضة اندلعت في سبتمبر لعام 2022 ضد حكم الجمهورية الإسلامية، بعد وفاة الشابة، مهسا أميني، 22 عاما، عقب أيام من احتجازها لدى شرطة الأخلاق بتهمة انتهاكها قانون الحجاب الصارم في البلاد.
وتفرض السلطات في إيران الحجاب على النساء، فيما تتحدى العديد منهن الآن هذه الأحكام ويظهرن في الأماكن العامة بشعر مكشوف.
وقُتل مئات الأشخاص بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، على هامش الاحتجاجات الشعبية التي أشعلتها وفاة أميني.
وأوقفت السلطات آلاف الأشخاص ونفذت حكم الإعدام بحق سبعة منهم في قضايا متصلة بالاحتجاجات. وبلغت الاحتجاجات ذروتها في أكتوبر ونوفمبر، قبل أن تتراجع بشكل كبير خلال وقت لاحق من العام الحالي.
وبعد وفاة حسن زاده، أصدرت مجموعة من الفنانين والكتاب في المنفى بيانا قالت فيه إنه “بلا شك ضحية للاستبداد الديني”.
وفي جنازته صرخت زوجته قائلة: “لا تنسوا أبدا أنهم قتلوه”.
التعليقات