دمشق: 1018 قتيلا في سوريا.. أكثر من 700 مدني علوي و273 من قوات الأمن والمسلحين الموالين للأسد

أعلنت السلطات السورية يوم السبت 8 مارس/آذار عن تعزيز انتشار قوات الأمن في منطقة الساحل الغربي للبلاد، وفرض “السيطرة” على المناطق التي شهدت مواجهات عنيفة إثر مقتل أكثر من 700 مدني علوي على يد قوات الأمن والمجموعات الموالية لها منذ يوم الخميس الماضي، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأكد سكان من المنطقة الساحلية أن عمليات قتل وإعدامات ميدانية طالت العديد من المدنيين خلال عمليات تمشيط واشتباكات بين عناصر مؤيدة للرئيس السابق بشار الأسد وعناصر من قوات الأمن ومجموعات أخرى، والتي بدأت قبل يومين، وتعد الأعنف منذ الإطاحة بالنظام السابق في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

 

“عمليات تصفية على أساس طائفي ومناطقي”

من جهته، أفاد المرصد السوري، الذي يعد المصدر الوحيد الذي يوثق أعداد القتلى وحجم العنف في الساحل السوري، خاصة في ظل غياب أي أرقام رسمية من السلطات الحالية في البلاد، في حصيلة جديدة أن “745 مدنيا من الطائفة العلوية قتلوا في مناطق الساحل السوري وجبال اللاذقية على يد قوات الأمن والمجموعات الرديفة” منذ يوم الخميس الماضي.

وبذلك، ترتفع حصيلة أعمال العنف إلى أكثر من 1018 قتيلا، بينهم 273 عنصرا من قوات الأمن والمسلحين الموالين للأسد.

كما أشار المرصد إلى “عمليات تصفية على أساس طائفي ومناطقي”، فضلا عن “عمليات إعدام ميدانية” رافقتها “عمليات نهب للمنازل والممتلكات”.

 

هل إعادة فرض السيطرة ممكنة، وبأي ثمن؟

في حين تراجعت حدة الاشتباكات يوم السبت 8 مارس/آذار، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية، حسن عبد الغني، أن قواته “أعادت فرض السيطرة على المناطق التي شهدت اعتداءات غادرة ضد رجال الأمن العام”.

كما دعا في تصريح مصور لوكالة سانا “جميع الوحدات الميدانية الملتزمة بمواقع القتال إلى الالتزام الصارم بتعليمات القادة العسكريين والأمنيين”، مشددا على أنه “يمنع منعا باتا الاقتراب من أي منزل أو التعرض لأي شخص داخل منزله إلا وفق الأهداف المحددة من قبل ضباط وزارة الدفاع”.

وبثت الوكالة مشاهد تظهر قافلة لقوات الأمن تدخل مدينة بانياس في محافظة طرطوس. كما نقلت معلومات تفيد بأن أحد عناصر قوات الأمن قتل وأصيب اثنان آخران في كمين نصبه مقاتلون موالون لنظام الأسد في منطقة اللاذقية.

من جانبها، طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بـ”احترام أرواح المدنيين” و”السماح للمسعفين والعاملين في المجال الإنساني بالوصول الآمن لتقديم المساعدة الطبية ونقل الجرحى والجثامين”. كما حضّ مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الأطراف المعنية على “وقف الأعمال العدائية فورا وتجنب استهداف المدنيين”.

من جهة أخرى، حض الرئيس الانتقالي أحمد الشرع المقاتلين العلويين مساء يوم الجمعة 07 مارس/آذار على تسليم أنفسهم “قبل فوات الأوان”.

 

“ذبحوا جميعا” بين “الحملات الأمنية”و “التجاوزات الفردية” و”الأعمال الانتقامية”

وفي نفس السياق، نشر مستخدمون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا موقع فيسبوك، منشورات تتحدث عن قتل مدنيين من أفراد عائلات ينتمون إلى الطائفة العلوية في المنطقة، لم تتمكن “فرانس برس” من التحقق منها بشكل مستقل، وقالت ناشطة إن والدتها وأخوتها “ذبحوا جميعا في منزلهم”. 

كما وجه سكان من مدينة بانياس الواقعة في محافظة طرطوس والمعروفة بتنوع نسيجها الطائفي، نداءات استغاثة للتدخل من أجل حمايتهم، بحسب منشورات على فيسبوك.

وشارك ناشطون والمرصد السوري الجمعة مقاطع فيديو تظهر عشرات الجثث بملابس مدنية مكدّس بعضها قرب بعض في باحة أمام منزل، وقرب عدد منها بقع دماء، بينما كانت نسوة يولولن في المكان.

وفي مقطع آخر، يظهر عناصر بلباس عسكري يأمرون ثلاثة أشخاص بالزحف على الأرض، واحدا تلو آخر، قبل أن يطلقوا الرصاص عليهم من رشاشاتهم من مسافة قريبة. ويظهر في مقطع ثالث مقاتل بلباس عسكري يطلق الرصاص تباعا من مسافة قريبة على شاب بثياب مدنية في مدخل مبنى قبل أن يرديه.  

ومنذ الإطاحة بنظام الأسد، نفذت السلطات الجديدة حملات أمنية بهدف ملاحقة “فلول النظام” السابق، شملت مناطق يقطنها علويون، خصوصا في وسط البلاد وغربها، وتخللت تلك العمليات اشتباكات وحوادث إطلاق نار، يتهم مسؤولون أمنيون مسلحين موالين للأسد بالوقوف خلفها.

ويفيد سكان ومنظمات بين حين وآخر بحصول انتهاكات تشمل أعمالا انتقامية بينها مصادرة منازل أو تنفيذ إعدامات ميدانية وحوادث خطف، تدرجها السلطات في إطار “حوادث فردية” وتتعهد ملاحقة المسؤولين عنها.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *