دمشق: ذهول وبهجة بعد تحرير سجناء من أحد أسوأ أنظمة الاعتقال سمعة في العالم

مع استيلاء قوات المعارضة السورية على المدينة تلو الأخرى في حملة خاطفة دامت ثمانية أيام، تم تحرير المعتقلين من السجون التي كانت من بين أهدافهم الأولى. وتسنى أخيرا اقتحام أسوأها سمعة في العاصمة دمشق ومحيطها ليلة السبت وفي الساعات الأولى من صباح الأحد ليخرج سجناء انتابتهم حالة من الذهول والسرور بعد تحريرهم من أحد أسوأ أنظمة اعتقال نظام الأسد.

وبكت العائلات فرحا في جميع أنحاء سوريا، بلم شملها بعد اختفاء أفراد منها لسنوات في سجون عرفت بأنها شديدة التحصين خلال حكم أسرة الأسد التي دامت خمسة عقود.

 

“أسقطنا النظام”

هذا، وأظهر مقطع مصور سجناء من المفرج عنهم وهم يركضون في شوارع دمشق رافعين أصابعهم في إشارة إلى عدد السنوات التي قضوها في السجن وسألوا المارة عما حدث، إذ لم يدركوا على الفور أن نظام الأسد قد سقط.

وفي مقطع مصور سُمع شخص يقول “أسقطنا النظام” ليصيح سجين ويقفز فرحا. ووضع رجل يتابع السجناء وهم يندفعون عبر الشوارع يديه على رأسه، وهو يصيح بدهشة “يا الله، المساجين!”

كما ظهر مسلحون في مقطع مصور وهم يطلقون النار على قفل بوابة سجن صيدنايا عندما وصلوا إليه، ويطلقون المزيد من الأعيرة النارية لفتح الأبواب المغلقة المؤدية إلى الزنازين. وتدفق رجال إلى الممرات والفناء وهم يهتفون ويساعدونهم في فتح المزيد من الزنازين.

إلى ذلك، وفي مقطع مصور نشرته وكالة ستيب الإخبارية، ارتمى رجل أشيب الشعر في أحضان قريبين له في عناق ممزوج بالذهول والفرح، وتعانق الرجال الثلاثة وانخرطوا في البكاء فرحا قبل أن يجثو أحدهم على ركبتيه، وهو لا يزال ممسكا بساقي السجين المحرر.

ومن جهتها، أظهرت قناة العربية الإخبارية عائلة تصل إلى دمشق بالسيارة من الأردن للقاء ابنها المفرج عنه، وكان صوت الأم المسنة متقطعا وهي تخبر المحاور أنه أُطلق سراحه بعد 14 عاما.

ولم تتمكن رويترز بعد من التحقق من مواقع بعض المقاطع المصورة، لكن لم يشكك أحد في فتح السجون في مختلف أنحاء سوريا.

 

“ربنا يبارك فيكم”

هذا، ومن داخل مكان يُفترض أنه عنبر للنساء في سجن صيدنايا سيء السمعة على مشارف دمشق، سجل أحد مقاتلي المعارضة اللحظة التي وصل فيها إلى الزنازين وفتح الأبواب للسجينات اللائي لم يكن لديهن أدنى فكرة عن أنهن على وشك الخروج للحرية. وقالت امرأة للرجال الذين أطلقوا سراحها “ربنا يبارك فيكم”.

وفيما كانت السجينات يغادرن أماكن احتجازهن، شوهد طفل صغير وهو يسير في الممر بعد أن كان محتجزا في السجن مع والدته.

وسُمع صوت وهو يقول “سقط (الأسد). لا تخافوا”، في محاولة لطمأنة السجينات بأنهن لن يواجهن مخاطر أخرى.

أما في مقطع آخر قيل إنه من داخل سجن في قاعدة جوية بحي المزة جنوب غربي دمشق، تعالت الأصوات بينما كان المقاتلون يسيرون في ممر.

 

“محرقة للجثث”

وأظهر مقطع آخر رجلا حليق الرأس يجلس القرفصاء على كعبيه، ويرتجف وبالكاد يستطيع الإجابة على المقاتلين الذين كانوا يسألونه عن اسمه والمنطقة التي ينتمي إليها

وعلى بعد أميال قليلة من صيدنايا، شوهد سجناء محررون وهم يسيرون باتجاه دمشق في وقت مبكر من صباح الأحد، وكان عدد كبير منهم يحمل أمتعة على ظهورهم، ويهتف “الله أكبر”.

ويشار إلى أن السلطات السورية أبلغت آلاف الأسر على مدار سنوات بأن أقاربهم قد أُعدموا دون أي اعتبار لمشاعرهم، وكان ذلك يحدث في بعض الأحيان قبل سنين من إعدامهم.

ومن جانبها، كانت قد كشفت الولايات المتحدة في العام 2017 أن لديها أدلة على بناء محرقة جديدة للجثث في صيدنايا للتخلص من جثث آلاف السجناء الذين أعدموا خلال الحرب الأهلية.

وأظهرت الصور التي التقطت آلاف القتلى من السجناء وكانت تظهر عليهم علامات التعذيب والجوع، وهو ما ساعد عددا كبيرا من العائلات على معرفة أن أقاربهم المسجونين قد لقوا حتفهم.

ويذكر أن معظم المعلومات الفظيعة عن نظام سجون الأسد خرجت على يد مصور عسكري يحمل الاسم الرمزي (قيصر) والذي التقط آلاف الصور من داخل هذه السجون قبل أن ينشق عن نظام الأسد ويهرب إلى إحدى الدول الغربية في العام 2013.

هذا، وخلال الحرب الأهلية التي بدأت في 2011، احتجزت قوات الأمن مئات الآلاف من الأشخاص في معسكرات اعتقال تقول منظمات حقوق الإنسان الدولية إن التعذيب كان شائعا بها. وكانت الأسر لا تحصل عادة على معلومات عن مصير ذويهم.

 

 

 

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *