أعلن الجيش الإسرائيلي تطويق مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، وهي ثاني أكبر مدينة في الأراضي الفلسطينية، بعد ساعاتٍ من مقتل 21 جندي إسرائيلي أثناء المعارك في الحرب التي تمضي في شهرها الرابع على التوالي ضد حماس.
ومنذ بدء الهجوم البري على قطاع غزة، أواخر أكتوبر/ تشرين الأول، هذه أكبر خسارة يُمنى بها الجيش الإسرائيلي الذي كان أفاد أن قذيفة صاروخية أُطلقت على دبابة أدت إلى انفجارٍ ثانوي وانهيار مبنيين على الجنود.
وشهدت خان يونس معارك عنيفة في الأيام الأخيرة، مع سقوط العديد من الفلسطينيين بين قتلى وجرحى. وقال مسؤولون إسرائيليون إن قادة حماس البارزين قد يختبئون في الأنفاق تحت المدينة.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) عزمه مواصلة محاولة سحق الجماعة المتطرفة مع تزايد الانتقادات حول تعامل حكومته مع الحرب.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 25 ألف فلسطيني قُتلوا منذ الهجوم الذي وقع جنوبي إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، حيث قتل مسلحون من القطاع حوالي 1,200 شخص واحتجزوا نحو 250 رهينة.
• مُستجدات الحرب:
– حزب الله يطلق صواريخ على قاعدة جوية إسرائيلية
قامت جماعة حزب الله اللبنانية المُسلحة بإطلاق صواريخ على قاعدةٍ جوية إسرائيلية مُهمة على جبل ميرون للمرة الثانية في غضون شهر واحد.
وقالت الجماعة في بيانٍ إن القصف الذي وقع، الثلاثاء، كان ردًا على “اغتيالاتٍ حديثة في لبنان وسوريا، والهجمات المتكررة على المدنيين والمنازل”، جنوبي لبنان.
ولم يتضح على الفور ما إذا كانت الصواريخ تسببت في أي أضرار.
ونقلت القناة الإسرائيلية 12 عن مسؤول عسكري إسرائيلي، أن 12 صاروخًا أطلقت نحو جبل ميرون، تم إسقاط أربعة منها فيما سقطت ستة في مناطق مفتوحة، شمالي إسرائيل دون “تأثير”.
وسبق لحزب الله أن قصف القاعدة الجوية انتقامًا للغارة الجوية الإسرائيلية المفترضة في ضاحية بيروت الجنوبية في 2 يناير/ كانون الأول والتي أسفرت عن مقتل أحد كبار مسؤولي حماس، (صالح العاروري).
وبعد أكثر من ثلاثة أشهر من المواجهات اليومية القريبة بين مقاتلي حزب الله والقوات الإسرائيلية على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، يبدو أن إسرائيل في الأسابيع الأخيرة قد انتقلت إلى استراتيجية القتل المستهدف لشخصياتٍ من حزب الله والجماعات المتحالفة في لبنان وسوريا.
وفي بعض الحالات، تم قتل المدنيين إلى جانب الأهداف المقصودة.
واستُهدفت سيارتين بالقرب من حاجز للجيش اللبناني، جنوبي لبنان، في غارة جوية إسرائيلية، الأحد، ما أدى إلى مقتل عنصر في حزب الله كان يستقل إحدى السيارتين وامرأة مدنية في الأخرى.
– إسرائيل تطوّق مدينة خانيونس
أعلنت القوات العسكرية الإسرائيلية أن قواتها قد قامت بتطويق مدينة خانيونس في جنوب قطاع غزة.
وشهدت ثاني أكبر مدينة في القطاع معارك عنيفة في الأيام الأخيرة، مع سقوط العديد من الفلسطينيين قتلى وجرحى.
وأكد مسؤولون إسرائيليون أن قادة حماس البارزين قد يكونون مختبئين داخل الأنفاق تحت المدينة.
كما أعلنت القوات العسكرية مقتل عشرات المسلحين في خانيونس خلال الأيام الأخيرة وقامت بتطويق المدينة، دون تأكيد بشكلٍ مستقل من تفاصيل المعارك هناك.
وتُعد خانيونس مسقط رأس (يحيى السنوار) -القائد الأعلى لحماس في غزة- الذي لا يزال مكان تواجده غير معروف.
– إسرائيل تقترح وقفًا لإطلاق النار لمدة شهرين
يقول مسؤولٌ مصري كبير إن إسرائيل اقترحت وقفًا لإطلاقِ النار لمدة شهرين، ستقوم حركة حماس خلاله بالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين مقابل إطلاق الفلسطينيين المحتجزين في سجون إسرائيل.
وبموجب الاقتراح، سيُسمح لـ(يحيى السنوار) وقادة حماس الآخرين البارزين في غزة بالانتقال إلى دول أخرى.
وقال المسؤول -الذي لم يكُن مخوّلًا لإطلاع وسائل الإعلام وتحدث لـ أسوشيتد برس بشرط عدم الكشف عن هويته- إن حماس رفضت الاقتراح.
وتُصر المجموعة المسلحة على وقفٍ دائم لإطلاق النار قبل أي إفراجٍ آخر عن الرهائن. وحتى الآن، رفضت قادة إسرائيل ذلك.
وأضاف المسؤول أن قادة حماس رفضوا أيضًا مغادرة غزة ويطالبون بانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي والسماح للفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم.
وقال المسؤول إن مصر وقطر، اللتين توسطتا في الاتفاقات السابقة بين إسرائيل وحماس، تعملان على وضع اقتراحٍ متعدد المراحل لمحاولة تقليص الفجوات، سيتضمن إنهاء الحرب والإفراج عن الرهائن وتقديم رؤية لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أيضًا عن الجهود الدبلوماسية، ووصفت الخطة العامة للوصول لاتفاق بأنها محتملة.
ورفض مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التعليق على أي محادثات، مُشيرًا إلى المخاطر المحتملة التي تتعلق بالرهائن.
ولم ترد السلطات القطرية على الفور على طلب التعليق حول الاقتراح.
كما يتواجد كبير المستشارين في البيت الأبيض (بريت ماكجورك) في المنطقة هذا الأسبوع للاجتماع مع المسؤولين المصريين والقطريين لمناقشة مفاوضات الرهائن، فيما رفض البيت الأبيض التعليق.
وفي واشنطن، صرّح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي (جون كيربي)، الاثنين، أن التوقف المؤقت للقتال أمر ضروري للفوز بإطلاق سراح مزيد الرهائن.
وقال كيربي: “لا يمكنك تأمين مرور آمن للرهائن خارج منطقة الخطر إذا كان جميع الاطراف يتبادلون إطلاق النار على بعضهم البعض. نحن لا ندعم وقف إطلاق النار العام، الذي يُنص عادة على أنك ستنهي الصراع”.
– مصر تحذر إسرائيل من الاستيلاء على الأرض التي تفصل بينهما
حذرت مصرُ إسرائيلَ من أن أي محاولة للاستيلاء على السيطرة الأمنية على الشريط الذي يفصل بين غزة وسيناء سيشكل “تهديدًا خطيرًا” على العلاقات بين البلدين المجاورين.
ويُعد ممر فيلادلفيا شريطًا أرضيأ يمتد لمسافة 14 كيلومترًا (تسعة أميال) يفصل بين مصر وغزة.
وقال (ضياء رشوان)، رئيس هيئة الإعلام الرسمية في مصر، في بيانٍ عبر الإنترنت يوم الاثنين: “يجب التأكيد بشدة أن أي خطوة إسرائيلية في هذا الاتجاه ستُشكل تهديدًا خطيرًا للعلاقات المصرية الإسرائيلية”.
كما تحدث قادة إسرائيل أن السيطرة على الممر جاءت بهدف منع تهريب الأسلحة إلى غزة.
وتخشى مصر أن تدفع عملية عسكرية على الحدود عددًا كبيرًا من الفلسطينيين إلى أراضيها.
وقال رشوان إن الحدود الغربية لغزة آمنة وأن ادعاءات إسرائيل بتهريب الأسلحة من مصر إلى غزة غير صحيحة.
وتم تنظيم نشر القوات على جانبي الحدود بين مصر وغزة في اتفاقات ثنائية بين إسرائيل والقاهرة.
ويحافظ البلدان على علاقاتٍ دبلوماسية منذ 1980، وعلى مدار الحرب الحالية، اتهمت مصر إسرائيل بالتآمر لإبطال مطالب الفلسطينيين بإقامة دولتهم من خلال طرد الفلسطينيين من غزة إلى الأراضي المصرية، فيما تنفي إسرائيل أن يكون ذلك جزءًا من خطتها.
التعليقات