واصل مقاتلو حماس مقاومتهم الشرسة في قطاعِ غزة ضد الهجوم الإسرائيلي، دون أن تُظهِر الحرب أي علامة على الانتهاء حتى الآن قبل أن تعمل على زيادة التوترات في أنحاء الشرق الأوسط، مع سلسلةٍ متلاحقة من الضربات المضادة في الأيام الأخيرة.
وشنّت باكستان ضرباتٍ جوية انتقامية على إيران في وقتٍ مُبكر يوم الخميس، ما أسفر عن مقتل عديد أشخاص وزيادة تهديد العنف في منطقة الشرق الأوسط المضطربة جراء حرب إسرائيل مع حماس.
في غزة، وصلت شحنة من الأدوية لعشرات الرهائن الذين تحتجزهم حماس، في وقتٍ متأخر من يوم الأربعاء، ضمن صفقة توصلت إليها قطر وفرنسا بين إسرائيل وحماس.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 24,400 فلسطيني قتلوا، دون تفريق بين القتلى المدنيين ومقاتلي الحركة الإسلامية، لكنها تقول دومًا إن 70% من القتلى من النساء والأطفال.
• مُستجدات الحرب:
– زعيم الحوثيين يتعهد بشن مزيد الهجمات في البحر الأحمر
أعلن زعيم الحوثيين (عبدالملك الحوثي)، الخميس، أن هجمات قواته على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن ستستمر على الرغم من ضربات الردع الأخيرة الأمريكية البريطانية.
وتقول الجماعة المدعومة من إيران -والتي سيطرت على الجزء الشمالي من اليمن منذ 2014- إن هجماتها تهدف لدعم حماس والفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة وسط حرب إسرائيل. لكن الحوثيين غالبًا ما قاموا أيضًا باستهداف السفن التي لها صلة ضعيفة أو ليس لها حتى صلة واضحة بإسرائيل.
وصرّح عبدالملك الحوثي في خطابٍ تلفزيوني استمر ساعة: “سنستمر في استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل”، موضحًا أن عملياتهم “ستشمل أيضًا السفن الأمريكية والبريطانية.”
وأضاف أن قواته ستواصل تطوير قُدراتها العسكرية، وأن الضربات الجوية الأخيرة التي قامت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بتنفيذها ضد أهداف الحوثيين “لا تُخيفُنا”.
ويُعد خِطاب الخميس أول خطابٍ علني للحوثيين منذ بدء الضربات الأمريكية والبريطانية الأخيرة الأسبوع الماضي.
– الدفاع الإسرائيلي يعترض “هدفًا جويًا مشبوهًا” فوق البحر الأحمر
قال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض “هدفًا جويًا مشبوهًا” فوق البحر الأحمر قُرب مدينة إيلات الجنوبية، الخميس. ولم ترد تقارير عن وقوعِ ضحايا أو أضرار، فيما أثار إطلاق الصاروخ الدفاعي إنذاراتِ الهجوم الجوي في المدينة الساحلية.
ولم يذكر الجيش ما إذا كان الكائن الجوي هو طائرة مُسيّرة أو صاروخ، أو من الذي قام بإطلاقه. إلا أن متمردي الحوثيين الذين يحظون بدعم إيران أطلقوا طائراتٍ مُسيّرة وصواريخ في السابق باتجاه إسرائيل، سقط معظمها عند مدى قصير أو تم اعتراضها.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، انفجرت طائرة مُسيّرة في فناء منزلٍ في إيلات دون وقوع إصابات.
وقام الحوثيون بمهاجمة السفن والحاويات في البحر الأحمر، رفقة تصويرهم على أنه حصار لإسرائيل مرتبطًا بحربها ضد حماس.
واستمرت الهجمات، التي أثّرت على التجارة العالمية، رغم الضربات الجوية بقيادة الولايات المتحدة ضد المتمردين في الأيام الأخيرة.
– باكستان تشن ضربات انتقامية على إيران
شنّ سلاح الجو الباكستاني ضرباتٍ جوية انتقامية في وقتٍ مُبكّر من يوم الخميس في إيران، مستهدفةً بشكلٍ مزعوم مخابئ المقاتلين، في هجومٍ أسفر عن مقتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص، ما زاد من التوترات بين الدولتين المجاورتين.
وتبدو الهجمات المتبادلة بين إيران وباكستان هذا الأسبوع موجهة لمجموعتي مقاتلين بلوشية لديهما أهداف انفصالية مماثلة على كِلا الجانبين من الحدود بين طهران وكراتشي. ومع ذلك، اتهم البلدان بعضهما البعض بتوفير ملاذٍ آمن لتلك المجموعات في أراضيهما المتنازع عليها.
وتأتي الهجمات في ظلِّ عدم الاستقرار في الشرق الأوسط جراء حرب إسرائيل مع حماس في قطاع غزة.
وشنّت إيران ضرباتٍ جوية في وقتٍ متأخر يوم الاثنين في العراق وسوريا ردًا على تفجير انتحاري مدعوم من تنظيم الدولة الإسلامية أودى بحياة أكثر من 90 شخصًا في أوائل يناير/ كانون الثاني.
وتهدد هذه الضربات العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين المجاورتين، حيث تنظر إيران وباكستان النووية إلى بعضهما البعض بشكلٍ مشبوه، جراء الهجمات المتطرفة. فيما تواجه كل دولة ضغوطًا سياسية داخلية خاصة بها، قد تكون الضربات جزءًا من تخفيفها.
التعليقات