تونس: نحو عشرة ملايين تونسي يصوتون في انتخابات رئاسية تبدو نتائجها محسومة

في أعقاب حملة انتخابية غاب عنها حماس التونسيين بسبب الصعوبات الاقتصادية، تفتح مراكز الاقتراع الأحد أبوابها لتمكين ملايين التونسيين من انتخاب رئيسهم الجديد من بين ثلاثة مرشحين يتقدمهم الرئيس المنتهية ولايته قيس سعيد المتهم بـ”الانجراف الدكتاتوري”.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة الثامنة صباحا (7,00 ت غ) على أن تغلق السادسة مساء، لاستقبال نحو عشرة ملايين ناخب.

من المنتظر أن تعلن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات النتائج الأولية “على أقصى تقدير” الأربعاء المقبل، وتظل إمكانية الإعلان عن النتائج قبل هذا التاريخ واردة.

ويتنافس سعيد مع النائب السابق زهير المغزاوي، والعياشي زمال، رجل الأعمال والمهندس المسجون بتهم “تزوير” تواقيع تزكيات.

ولا يزال سعيّد الذي انتخب بما يقرب من 73% من الأصوات (و58% من نسبة المشاركة) في العام 2019، يتمتّ بشعبية كبيرة لدى التونسيين حتى بعد أن قرر احتكار السلطات وحل البرلمان وغير الدستور بين عامي 2021 و2022.

بعد مرور خمس سنوات من الحكم، يتعرّض سعيّد لانتقادات شديدة من معارضين ومن منظمات المجتمع المدني، لأنه كرس الكثير من الجهد والوقت لتصفية الحسابات مع خصومه، وخصوصا حزب النهضة الإسلامي المحافظ الذي هيمن على الحياة السياسية خلال السنوات العشر من التحول الديموقراطي التي أعقبت الإطاحة بالرئيس بن علي في العام 2011.

وتندد المعارضة، التي يقبع أبرز زعمائها في السجون ومنظمات غير حكومية تونسية وأجنبية، بـ”الانجراف السلطوي” في بلد مهد ما سمي “بالربيع العربي”، من خلال تسليط الرقابة على القضاء والصحافة والتضييق على منظمات المجتمع المدني واعتقال نقابيين وناشطين وإعلاميين.

وفي خطاب ألقاه الخميس، دعا سعيّد التونسيين إلى “موعد مع التاريخ”، قائلا “لا تتردوا لحظة واحدة في الإقبال بكثافة على المشاركة في الانتخابات”، لأنه “سيبدأ العبور، فهبّوا جميعا إلى صناديق الاقتراع لبناء جديد”.

 

اتهامات بالانحياز

في الطرف المقابل، حذر الجمعة رمزي الجبابلي، مدير حملة العياشي زمال، في مؤتمر صحافي “في رسالة موجهة إلى هيئة الانتخابات إياكم والعبث بصوت التونسيين”.

وكانت الحملة الانتخابية باهتة دون اجتماعات أو إعلانات انتخابية أو ملصقات، ولا مناظرات تلفزيونية بين المرشحين مثلما كان عليه الحال في العام 2019.

ويعتقد العيّاري أن الرئيس سعيّد “وجه” عملية التصويت لصالحه “ويعتقد أنه يجب أن يفوز في الانتخابات”، حتى لو دعت المعارضة اليسارية والشخصيات المقربة من حزب النهضة إلى التصويت لصالح زمال.

أما المنافس الثالث فهو زهير المغزاوي، رافع شعار السيادة السياسية والاقتصادية على غرار الرئيس، وكان من بين الذين دعموا قرارات سعيّد في احتكار السلطات.

وتعرضت عملية قبول ملفات المرشحين للانتخابات من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لانتقادات شديدة وصلت إلى حد اتهامها بالانحياز الكامل لصالح سعيّد حين رفضت قرارا قضائيا بإعادة قبول مرشحين معارضين بارزين في السباق الانتخابي. 

وتشير إحصاءات منظمة “هيومن رايتس ووتش” إلى أن “أكثر من 170 شخصا هم بالفعل محتجزون لدوافع سياسية او لممارسة الحقوق الأساسية” في تونس.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *