تقرير: تجميد المساعدات الأمريكية “يدمر” عمليات تنقذ أرواحا في العالم

أظهر مسح شمل 246 منظمة إنسانية أن وكالات إغاثة في أنحاء العالم أوقفت عملياتها وسرحت موظفين وأوقفت أنشطة تنقذ أروحا مثل مساعدة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية بسبب تجميد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمساعدات الخارجية.

والولايات المتحدة هي، وبفارق ضخم، أكبر مساهم في المساعدات الإنسانية العالمية إذ قدمت نحو 14 مليار دولار في العام الماضي.

لكن ترامب، في إطار سياسته “أمريكا أولا”، أوقف الشهر الماضي معظم المساعدات التي تمولها الحكومة لمدة 90 يوما وبدأ في تفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (يو.إس.ايد) التي قال إنها يديرها “مجانين متطرفون”.

ووجد المجلس الدولي للوكالات التطوعية (آي.سي.في.إيه)، وهي شبكة من المجموعات في نحو 160 دولة، أن تجميد المساعدات الأمريكية له تأثير مدمر على مجتمعات تعاني من أزمات.

وأبلغت نسبة الثلث من المجموعات التي شملها الاستطلاع عن تأثير سلبي يتراوح بين تقليص حجم برامج المساعدة وإنهائها كليا.

وذكر تقرير عن المسح أصدره آي.سي.في.إيه أمس الثلاثاء “البنية التحتية الإنسانية تتعرض للتدمير… أوقفت مراكز التغذية العلاجية عملياتها بما يهدد حياة أطفال وحوامل يعانون من سوء التغذية”.

ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية بعد على طلب للحصول على تعليق.

ولم يذكر تقرير آي.سي.في.إيه أسماء المستجيبين للمسح الذي أجري في الفترة من 27 يناير كانون الثاني إلى السابع من فبراير شباط، لكن من بين أعضاء ذلك المجلس بعض أكبر منظمات الإغاثة مثل أنقذوا الأطفال وورلد فيجن وكير.

وتصدر واشنطن بعض الإعفاءات للمساعدات المنقذة للحياة، لكن المنظمات تقول إن التمويل متوقف. وقال خمسة مسؤولين حاليين وسابقين مطلعين على الأمر لرويترز إن ذلك يرجع إلى عدم قدرة موظفي يو.إس ايد على الوصول إلى نظام الدفع.

وقال أحد المصادر “الإعفاءات مسرحية هزلية”.

وقالت منظمة تتخذ من أفريقيا مقرا في المسح إن أكثر من 1500 مصاب بفيروس نقص المناعة المكتسبة (إتش.آي.في) لم يعد بوسعهم الحصول على علاج تتوقف عليه حياتهم كما قالت منظمة أخرى إن 3250 يتيما وغيرهم من المصابين بفيروس إتش.آي.في والإيدز لا يمكنهم الآن الحصول على دعم مدرسي أو علاج من سوء التغذية.

وقالت منظمة إغاثة دولية “لقد اضطررنا إلى تسريح مئات الموظفين… هذا وضع بائس”.

ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة هذه الروايات بشكل مستقل، لكنها أوردت تقارير عن تأثيرات واسعة النطاق لتجميد المساعدات مثل وقف برامج مكافحة المخدرات في المكسيك وتعطيل جهود تهدف إلى تحميل روسيا المسؤولية عن جرائم حرب محتملة في أوكرانيا.

وفي جنوب أفريقيا، توقف العلماء عن اختبار لقاح واعد لفيروس إتش.آي.في وتقطعت السبل بإمدادات طبية بقيمة مئات الملايين من الدولارات في مختلف أنحاء العالم.

وقال جيمي مون المدير التنفيذي لآي.سي.في.إيه لرويترز إن جماعات الإغاثة المحلية هي الأكثر تضررا حيث اضطرت 11 منظمة إلى وقف عملياتها في دولة جنوب السودان وجمهورية الكونجو الديمقراطية وأجزاء من آسيا.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *