بيروت: حقائب أموال إيرانية تثير غضب إسرائيل

قدمت إسرائيل شكوى إلى اللجنة المشرفة على وقف إطلاق النار في لبنان تتحدث عن قيام دبلوماسيين إيرانيين وأشخاص آخرين بتسليم حقائب تحتوي على عشرات الملايين من الدولارات نقدا إلى حزب الله في محاولة من طهران لإعادة إحياء الجماعة، التي تضررت بشدة نتيجة الحرب مع إسرائيل.

ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤول دفاعي أميركي يتحدث باسم اللجنة وأشخاص مطلعين على فحوى الشكوى القول إن إسرائيل أشارت إلى أن مبعوثين إيرانيين كانوا يسافرون من طهران إلى مطار بيروت الدولي حاملين حقائب مملوءة بالدولارات.

بالإضافة إلى ذلك، قالت إسرائيل في شكاواها إن أشخاصا يحملون الجنسية التركية استُخدموا أيضا لنقل الأموال جوا من إسطنبول إلى بيروت، حسبما قال الأشخاص المطلعون.

وتضم اللجنة، التي تقودها الولايات المتحدة، ممثلين عن إسرائيل ولبنان وفرنسا والأمم المتحدة.

وقال مسؤولون من بعض الحكومات الممثلة في اللجنة إنهم كانوا على علم باستخدام إيران لمطار بيروت في تهريب الأموال أو اعتبروا أن المزاعم الإسرائيلية موثوقة.

وينص اتفاق وقف إطلاق النار على أن تتولى لبنان تأمين منافذ الدخول في البلاد ومنع تدفق الأسلحة والمعدات إلى حزب الله، الذي تصنفه الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.

بحسب الصحيفة فقد فتشت السلطات اللبنانية في الثاني من يناير الجاري ركاب رحلة تابعة لشركة “ماهان إير” الإيرانية هبطت في بيروت، بعد أن أفادت تقارير بأن الطائرة كانت تُستخدم لنقل أموال إلى حزب الله.

ووفقا لوزارة الخارجية اللبنانية، فقد رفض دبلوماسي إيراني كان على متن الطائرة الامتثال لأوامر للتفتيش، ودخل لبنان حاملا حقيبتين قالت طهران إنهما تحتويان على وثائق وأموال تخص سفارتها في بيروت.

وحتى وقت قريب، كان المسار الرئيسي لتهريب الأموال والأسلحة من إيران إلى حزب الله يمر عبر سوريا، رغم أن مسؤولين إسرائيليين قالوا إن إيران استخدمت أيضا مطار بيروت في الماضي لتهريب الأموال والذهب.

لكن هذا الخيار تقلّص إلى حد كبير بعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر العام الماضي، مما زاد من أهمية طريق مطار بيروت، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر.

وقال مسؤولون لبنانيون إن مطار بيروت يخضع لسيطرة مشددة من الجيش اللبناني بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، لضمان عدم وصول التمويل والأسلحة إلى حزب الله.

وأضاف مسؤول أمني لبناني رفيع أن تهريب مبالغ مالية كبيرة عبر المطار سيكون أمرا صعبا، رغم أن عناصر أخرى مثل الأحجار الكريمة والماس قد تتمكن من تجاوز إجراءات التفتيش.

وتنقل الصحيفة عن مسؤولين أميركيين غادروا مناصبهم مؤخرا عقب تغيير الإدارة في الولايات المتحدة، القول إنهم قلقون من أن حزب الله قد يتمتع بنفوذ كافٍ على الأجهزة الأمنية اللبنانية، مما قد يسمح لمبعوثين مدعومين من إيران بتجنب عمليات التفتيش الصارمة في المطار.

ولم ترد الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني على طلبات التعليق، كما لم يرد متحدث باسم البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة في نيويورك وممثلون عن حزب الله على طلبات التعليق.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *