تظاهر إسرائيليون بينهم وزراء ونواب بالكنيست، الاثنين، تضامنا مع جنود متهمين بتعذيب أسير فلسطيني من غزة في سجن سدي تيمان جنوب إسرائيل.
وفي وقت سابق الاثنين، كشفت هيئة البث العبرية النقاب عن أن 10 جنود اعتدوا بالضرب المبرح على أسير من غزة، لم تذكر اسمه، وتم نقله إلى المستشفى وعليه إصابات خطيرة حتى في فتحة الشرج، ما استدعى فتح الشرطة العسكرية تحقيقا.
وفي الأشهر الأخيرة، كثرت التقارير التي تندد بالاعتداءات التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيين من قطاع غزة في سجن “سدي تيمان”، وعادة تدعي السلطات الإسرائيلية أنها تحقق في الأمر دون نتائج ملموسة.
غير أن الجنود هذه المرة رفضوا التعاون مع الشرطة العسكرية بل وشتموا أفرادها ما دفع الأخيرة لاعتقالهم.
وأظهرت مقاطع فيديو الاثنين، متظاهرين يقتحمون بوابات السجن، بينهم وزير التراث عميحاي إلياهو ووزير الإسكان يتسحاك جولدكنوبف.
كما أظهر مقطع آخر عضو الكنيست (البرلمان) من حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف تسفي سوكوت وهو يتسلل من الباب الحديدي للسجن ويصيح “عضو كنيست”.
وبرز بين المتظاهرين أيضا عضو الكنيست من حزب “الليكود” نسيم فاتوري.
وهتف متظاهرون لصالح الجنود الذين شرعت الشرطة العسكرية الإسرائيلية بالتحقيق معهم في ظروف التنكيل بالأسير الفلسطيني بما في ذلك الاعتداء عليه جنسيا ما أدى الى إصابته بجروح خطيرة.
بدورها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي الاثنين، إن الشرطة العسكرية نشرت حواجز على الطرق في محاولة لمنع المتظاهرين من اقتحام “سدي تيمان”.
اتهامات وتضامن
وحققت الشرطة العسكرية مع 10 جنود بتهمة التنكيل بالأسير قبل توقيفهم لرفضهم التعاون مع المحققين، لكن وزراء ونواب ومسؤولين إسرائيليين رفضوا التحقيق مع الجنود ووصفوهم بـ”الأبطال”.
وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش في منشور على منصة “إكس”: “جنود الجيش الإسرائيلي يستحقون الاحترام، جنود الجنود الإسرائيلي لن يعتقلوا كالمجرمين”.
وظهر جندي إسرائيلي في مقطع فيدو داخل السجن وهو يقول: “سنتحد ضد اعتقال الجيش الإسرائيلي لزملائنا الجنود”.
وقال جندي آخر: “جاءت الشرطة العسكرية لاعتقالنا لأننا مسؤولون عن إرهابيي النخبة. يجب على كل إسرائيلي أن يخرج إلى الشوارع من أجلنا، أنا لست مستعدًا لهذا العار الذي يلحق بي بسبب اعتقالي”.
وما انتشر الفيديو حتى وصل العشرات من عناصر اليمين إلى قبالة السجن وتزايدت أعدادهم باضطراد.
إدانة عسكرية
وأدان رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي اقتحام السجن والقاعدة، وقال في بيان: “إن حادثة اقتحام قاعدة سدي تيمان خطيرة للغاية وتخالف القانون”.
وأضاف: “اقتحام قاعدة عسكرية والإخلال بالنظام هو سلوك خطير وغير مقبول بأي شكل من الأشكال. نحن في حالة حرب، والأعمال من هذا النوع تعرض أمن البلاد للخطر”.
وتابع هاليفي: “أنا أدين الحادث بشدة ونحن نعمل على استعادة النظام في القاعدة”.
مطالبات حقوقية
وتنظر المحكمة العليا الإسرائيلية في التماس قدمته منظمات حقوقية إسرائيلية لإغلاق سجن “سدي تيمان” بعد تقارير عن انتهاكات واسعة ضد المعتقلين الفلسطينيين فيه.
ومنذ أن بدأ عمليته البرية بغزة في 27 أكتوبر/ تشرين الأول، اعتقل الجيش الإسرائيلي آلاف المدنيين الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني.
وخلال الشهور الماضية، أطلق الجيش سراح عشرات المعتقلين الفلسطينيين من غزة على دفعات متباعدة، ومعظمهم عانوا من تدهور في أوضاعهم الصحية، وحملت أجسادهم آثار تعذيب.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر حربا على غزة خلفت أكثر من 130 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.
التعليقات