كشفت منصة WIRED عن انتشار ظاهرة سرقة المحتوى الإخباري عبر الإنترنت، حيث تم رصد موقع ينشر مقالات منسوخة، ومدعومة بالذكاء الاصطناعي، مع ظهوره في مراكز متقدمة بنتائج البحث على محرك جوجل.
بدأت القصة عندما قام أحد محرري WIRED، بالبحث عن قصص إخبارية تتعلق بتعامل شركة “أدوبي” مع محتوى المستخدمين، وتوظيفه في تدريب نماذجها للذكاء الاصطناعي، عندها اكتشف أن مقالاً منشوراً في الموقع الإخباري يظهر في المركز الثاني داخل تبويب الأخبار لدى جوجل، بينما يظهر مقال من مدونة مغمورة تحمل اسم Syrus في المرتبة الأولى، رغم أن المقال يظهر وكأنه نسخة مسروقة من مقال “وايرد” مع تغييرات تحريرية طفيفة.
المثير للاهتمام أن محتوى المقال على المدونة المغمورة كان يقدم نفس النص من “وايرد”، حتى أن الاقتباسات الأصلية تم نقلها، لكن كان هناك رابط واحد في أسفل الصفحة يؤدي إلى النسخة الأصلية من القصة على WIRED، دون إشارة نصية واضحة إلى أن محتوى القصة منقول.
لم تقتصر السرقات على اللغة الإنجليزية فقط، بل تم العثور على نسخ من المحتوى في 10 لغات أخرى، بما في ذلك اليابانية، والإسبانية، وفقاً لـWIRED، وأشار تقريريها إلى أن نفس الموقع المغمور، قام بنقل حرفي لمحتوى من مواقع أخرى، مثل TechCrunch، ورويترز.
حقوق الملكية الفكرية
وفق التقرير، تواصلت WIRED مع مدير المدونة، وتلقت تأكيداً بأن وكالة تسويق إيطالية أنشأت المدونة، واستخدمت أداة ذكاء اصطناعي كجزء من عملية الكتابة.
وقال الشخص الذي يستخدم اسم Daniele Syrus عبر البريد الإلكتروني، إن عملية إنشاء المحتوى تتضمن أدوات ذكاء اصطناعي؛ تحلل وتجمع المعلومات من مصادر متعددة مع احترام الملكية الفكرية دائماً، من خلال وضع رابط المقال الأصلي أسفل المقال على الموقع.
وتجنبت شركة جوجل التعليق على تقرير WIRED، بينما أوضحت ميجان فارنسورث المتحدثة باسم Google، أن سياسات التعامل مع المحتوى المخالف لدى محرك البحث تحظر إنشاء محتوى منخفض القيمة، وغير أصلي على نطاق واسع، بغرض رفع ترتيب مواقع الويب في نتائج البحث لدى “جوجل سيرش- Google Search”، مؤكدة أن الشركة تتخذ إجراءات ضد المواقع التي لا تلتزم بسياساتها.
بدورها، اعتبرت ليلي راي، مديرة تحسين محركات البحث في وكالة التسويق Amsive، أن مشكلة المحتوى المزعج المنتشر على جوجل هي مسألة صعبة التفسير، مشيرة إلى أن بعض العملاء اشتكوا من أن مقالاتهم تمت إعادة صياغتها بواسطة الذكاء الاصطناعي، بشكل مشابه لمحتواهم الأصلي، ولكن مع تغييرات طفيفة.
وفي الوقت الذي يشير فيه بعض خبراء موائمة مواقع الويب مع محركات البحث إلى التحديات الكبيرة التي تواجهها Google في محاربة البريد العشوائي، فإن هناك انتقادات مستمرة لجودة نتائج البحث، معتبرين أن جوجل تحتاج إلى بذل جهد أكبر لتصفية المحتوى المنقول، وغير المفيد من نتائج الأخبار.
التعليقات