بسط الذكاء الاصطناعي أدواته في بطولة أمم أوروبا “يورو 2024″، على مستوى التجهيزات، والمعدات، داخل وخارج الملعب، بهدف تحسين اللعبة، وتجربة المشجعين، ورفاهية اللاعبين، بحسب موقع Fast Company”.
ومع ذلك، لم تنجح الأدوات والوسائل المستحدثة في إرضاء الجميع، فما تزال هناك شكاوى حول القرارات التي يتخذها حكم الفيديو المساعد (VAR)، تماماً كما كانت الحال بشأن القرارات في الأيام التي سبقت تقديم تقنية VAR.
وبغض النظر عن ذلك، فإن الرياضة الأكثر شعبية في العالم، لا تزال تتأثر بالتقنيات سريعة التطور في العالم الأوسع.
خط المرمى وتقنية VAR
بدت قرارات VAR، إلى حد كبير، وكأنها عملية أكثر سلاسة هنا، حيث استغرق تحديدها وقتاً متوسطاً قدره 51 ثانية، وفقاً للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، أي أسرع بخمس ثوانٍ مما كان عليه في دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي.
وينشر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تقنية التسلل شبه الآلية، إلى جانب الذكاء الاصطناعي، وتقنية الكرة المتصلة بالإنترنت من Adidas، لتسريع عملية المراجعة، وتحسين الدقة.
وتم تركيب 10 كاميرات في كل ملعب من الملاعب المضيفة في البطولة، والتي يقول الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إنها تتتبع 29 نقطة مختلفة من جسم كل لاعب.
إلى جانب كرة البطولة الرسمية، التي تحتوي على مستشعر للمساعدة في اكتشاف كل لمسة، والذكاء الاصطناعي، من المفترض أن تكون عملية اتخاذ القرار أسرع، وأكثر حسماً من ذي قبل.
وربما تكون هذه الأدوات حاسمة للغاية بالنسبة للبعض، فقد سجَّل البلجيكي روميلو لوكاكو، ثلاثة أهداف ألغيت في أول مباراتين له؛ اثنان بداعي التسلل، وواحد بسبب لمسة يد من زميله لويس أوبيندا في بناء الهجمة، والتي تم اكتشافها بواسطة مستشعر الكرة.
وأنهت تقنية خط المرمى الجدل حول ما إذا كانت الكرة قد تجاوزت الخط أم لا، حيث توجد سبع كاميرات مثبتة، عند مرمى كل فريق، ترسل إشارة إلى ساعة الحكم التي تهتز إذا تجاوزت الكرة خط المرمى، ويقول الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إن النتائج يتم إرسالها خلال ثانية واحدة من تسجيل الهدف.
كرة يورو 2024
في حين أن Adidas Fussballliebe، الكرة الرسمية لمباريات اليورو، تساعد في حالات التسلل، يبدو أنها حققت نجاحاً كبيراً مع اللاعبين أيضاً.
وتحدث لاعبون عن السرعة والمسافة التي تولدها هذه الكرة المصنوعة من البوليستر المعاد تدويره، ومواد أخرى بما في ذلك ألياف الذرة، وقصب السكر، ولب الخشب.
وقد يبدو ذلك واضحاً بالنظر إلى عدد الأهداف المذهلة بعيدة المدى التي تم تسجيلها خلال دور المجموعات، مثل تسديدة اللاعب التركي أردا جولر من مسافة 20 متراً تقريباً في فوز تركيا 3-1 على جورجيا.
خواتم ذكية
ويستفيد المدربون كذلك من أدوات الذكاء الاصطناعي، حيث شوهد لاعبو منتخب إنجلترا يرتدون خواتم ذكية.
وقال مدرب المنتخب، جاريث ساوثجيت: “الفكرة هي أنها (الخواتم الذكية) تساعد في مراقبة نومك، وهو العامل الأكبر في عملية تعافي اللاعبين”. وتابع: “بغض النظر عن الأشياء التي يتم اختراعها في العالم، فإن أفضل الأشياء التي تساعد على التعافي هي النوم والتغذية. نحن لا نتحقق من اللاعبين، ولكنه (الخاتم) يسمح لهم بمراقبة تعافيهم”.
ويرتدي ساوثجيت أيضاً ساعة ذكية يبلغ سعر التجزئة لها 6500 دولار، وتتمتع بقدرات التتبع الخاصة بها، كما توفر تنبيهات بشأن النتيجة خلال البطولة.
العلاج بالضوء
وتمتلك الفرق المشاركة في البطولة مجموعة من أجهزة الاستشفاء، لمساعدة اللاعبين على التعامل مع جدول البطولة المزدحم.
يحتوي المعسكر الأساسي الإسباني في دوناوشينجن على غرفة أكسجين عالي الضغط، وغرفة مبردة، وسرير للعلاج بالضوء للمساعدة في تسريع عملية تعافي العضلات بعد التدريب، أو عقب كل مباراة.
تُستخدم غرفة الأكسجين عالي الضغط، لتمكين اللاعبين من استنشاق الأكسجين النقي بنسبة 100%، بالإضافة إلى العلاج بالتبريد، والعلاج الضوئي.
وعن هذه الأدوات قال نيكو ويليامز، مهاجم إسبانيا، عبر إنستجرام: “هذا يصنع العجائب بعد المباريات المكثفة التي نخوضها هنا في بطولة أوروبا، وأي شيء يمكن أن يمنحنا الأفضلية سنستغله”.
كما استخدم كابتن منتخب إنجلترا هاري كين أحذية ضغط الهواء، التي تعمل على تدليك أرجل اللاعبين وزيادة الدورة الدموية.
مشكلة الملل
يمكن أن يكون الملل أحد أكبر المشكلات التي يجب التعامل معها خلال بطولة طويلة، حيث يقضي اللاعبون وقتاً بعيداً عن المنزل، وعائلاتهم، وأصدقائهم.
غالبًا ما يمكن رؤيتهم وهم يصلون إلى الملاعب، وهم يحملون أحدث سماعات الرأس التي تعمل على إلغاء الضوضاء، ومع ذلك، لا يستخدم كل اللاعبين أحدث التقنيات، حيث شوهد اللاعب الإنجليزي كول بالمر وهو يرتدي سماعات أذن سلكية.
وتعد الأجهزة الشخصية أمرا ضرورياً، حيث تكون الهواتف الذكية، والوسادات، وأجهزة الألعاب في متناول اليد عادةً، وشوهد الألماني كاي هافرتز وهو يحمل وحدة ألعاب فيديو شهيرة أثناء نزوله من حافلة الفريق، ويقضي لامين يامال، البالغ من العمر 16 عاماً، وقت فراغه في أداء واجباته المدرسية.
التعليقات