تجددت، الخميس، الاشتباكات بين الميليشيات والمدنيين في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، حسبما أفاد اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، ومراقب لحقوق الإنسان وشاهد عيان لشبكة CNN.
وقال أحمد قوجة مؤسس “شبكة دارفور للرصد والتوثيق”، متحدثا من نيالا بجنوب دارفور، إن “الاشتباكات تجددت في حي المجلس والمناطق الجنوبية بالمدينة بعد هجوم شنته الميليشيات بدراجات نارية وعربات مسلحة”.
وأضاف قوجة، لشبكة CNN، أن “القتال بدأ حوالي السادسة صباحا بالتوقيت المحلي وهدأ بحلول الظهيرة”، وتابع أن “القتال اندلع، في الأيام الأخيرة، بين مليشيات عربية ومدنيين سلحوا أنفسهم بأسلحة من مقر مركز للشرطة في المدينة”.
وقالت عضوة نقابة أطباء السودان الدكتورة صفاء أبوش، لشبكة CNN، إن جميع مستشفيات الجنينة خارج الخدمة، مضيفة أن طبيبا قتل في أعمال العنف الأخيرة، وتابعت: “جميع المستشفيات خارج الخدمة، ومستشفى الجنينة تعرض للنهب، وتوفي طبيب يعمل بقسم الأشعة في المستشفى متأثرا بجراحه صباح اليوم”.
وذكرت أبوش أن قوات “الدعم السريع” وميليشيا “الجنجويد” متورطان في “نهب والاعتدءات”، وأضافت: “كان المواطنون مسلحين بآلاف الأسلحة من مخازن الشرطة”.
وحذرت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان من وقوع “جرائم حرب” في غرب دارفور بالسودان، مناشدة كافة منظمات حقوق الإنسان لحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف هذه الجرائم.
وقالت اللجنة، في بيان، إن “الأحداث الدامية ما زالت تدور في مدينة الجنينة، وخلفت عشرات القتلى والجرحى الذين لم نتمكن من حصرهم بدقة بسبب الوضع الأمني المتوتر واستمرار الهجمات على المدنيين”.
وأضافت أن الاشتباكات العنيفة المستمرة منذ 3 أيام أجبرت المدنيين على الفرار من منازلهم، وألقت باللوم على “غياب العدالة، وكذلك تعدد القوات المسلحة وانتشار المليشيات المسلحة واستمرار فشل الحكومات العسكرية في حماية المدنيين”.
وذكر البيان أن “القوات المهاجمة أحرقت الملاجئ في مدينة الجنينة، ونهبت مستشفى الجنينة التعليمي وسط عمليات نهب وحرق واسعة النطاق طالت الأسواق والمنشآت الحكومية والصحية ومقار المنظمات التطوعية والدولية والبنوك”.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في تقرير يوم الأربعاء إنه تم الإبلاغ عن “اشتباكات ونهب وحرق للمنازل في الجزء الجنوبي من الجنينة خلال الأيام الثلاثة الماضية، مع قتل وتشريد مدنيين بسبب أعمال العنف”، وأضاف: “تم نهب الأسواق، بالإضافة إلى العديد من مقرات المنظمات الإنسانية ومعظم المراكز الصحية لا تعمل”.
وازدادت الاضطرابات في أنحاء دارفور، حيث أدت الحرب بين المتمردين والقوات الحكومية المدعومة من الميليشيات إلى مقتل ما يقرب من 300 ألف شخص في أوائل العقد الأول من القرن الحالي وتشريد الملايين، في العامين الماضيين.
ولعب كل من كبار جنرالات السودان، اللواء عبدالفتاح البرهان، الحاكم العسكري للسودان وقائد الجيش، والجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات “الدعم السريع” شبه العسكرية، أدوارا رئيسية في مكافحة المتمردين بدارفور خلال الحرب الأهلية التي بدأت عام 2003.
وكان البرهان يسيطرعلى الجيش السوداني في دارفور ، بينما كان “حميدتي” قائدًا لإحدى المليشيات “الجنجويد” المتورطة في انتهاكات حقوق الإنسان.
التعليقات