اطار: من هو إبراهيم عقيل القيادي البارز في حزب الله اللبناني الذي قتل في غارة إسرائيلية؟

كان إبراهيم عقيل القائد العسكري الكبير في حزب الله الذي قتل في غارة إسرائيلية الجمعة على الضاحية الجنوبية لبيروت، يشغل منصب قائد قوة الرضوان وهي وحدة النخبة الخاصة في الجماعة اللبنانية المدعومة من إيران.

ورغم أن اسم عقيل، الذي رصدت واشنطن منذ سنوات سبعة ملايين دولار لمن يقدم معلومات عنه، ليس متداولا في الأوساط العامة، مثل غالبية قادة الحزب الأمنيين والعسكريين الذين غالبا ما يُعرفون حتى في أوساطه الداخلية بأسمائهم الحركية، إلا أن قوة الرضوان التي يقودها تعرف بمقاتليها الأشداء وبكونها رأس حربة في المواجهات الميدانية.

الرجل الثاني في الهيكلية العسكرية لحزب الله

وعقيل، أو الحاج عبد القادر، وهو اسمه الحركي، هو ثاني قيادي عسكري من الصف الأول في حزب الله يُقتل بنيران إسرائيلية منذ بدأ الحزب في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول في قصف مواقع عسكرية إسرائيلية من جنوب لبنان، “دعما” لحماس و”إسنادا” لمقاومتها، غداة اندلاع الحرب بين الدولة العبرية والحركة الفلسطينية في قطاع غزة.

يقول مقربون من حزب الله إنه كان الرجل الثاني في الهيكلية العسكرية للجماعة الشيعية بعد فؤاد شكر الذي كان يتولى قيادة العمليات في جنوب لبنان حتى اغتياله بضربة إسرائيلية على الضاحية أيضا في 30 يوليو/تموز.

وتعد قوة الرضوان بمثابة رأس الحربة لحزب الله في القتال البري والعمليات الهجومية. وتردد اسم هذه القوة مرارا منذ بدء التصعيد قبل أكثر من 11 شهرا، وطالبت تل أبيب، وفق ما نقل وسطاء دوليون إلى مسؤولين لبنانيين، بإبعادها عن حدودها الشمالية.

من هي قوة الرضوان؟

ووفق مصدر مقرّب من الحزب، فالرضوان هي القوة الهجومية الأبرز لحزب الله، وعناصرها مدربون على الاقتحامات بما في ذلك التوغل عبر الحدود. ويشارك هؤلاء منذ أشهر في الهجمات على الدولة العبرية التي تتم من خلال راجمات الصواريخ والصواريخ المضادة للدروع والمسيّرات.

تضم هذه الوحدة الخاصة مقاتلين من ذوي الخبرة قاتل بعضهم خارج لبنان. وغالبا ما يكونون في الخطوط الأمامية.

وإلى جانب عقيل وشكر، خسر حزب الله منذ بدء التصعيد اثنين من قادة مناطقه العسكرية الثلاث في جنوب لبنان، وهما محمّد نعمة ناصر الذي قتل بغارة إسرائيلية استهدفت سيارته في منطقة صور في 3 يوليو/تموز، وطالب عبدالله بضربة على منزل كان داخله في بلدة جويا في 11 يونيو/حزيران.

كما خسرت قوة الرضوان عددا من قيادييها الميدانيين أبرزهم وسام الطويل الذي قتل مطلع العام باستهداف سيارته في جنوب لبنان.

وبعد عقيل، نعى الحزب صباح السبت في بيانات متتالية 14 عنصرا، بينهم القيادي أحمد محمود وهبي الذي “تولى مسؤولية وحدة التدريب المركزي”، وفق بيانه. وكان مصدر آخر مقرب من حزب الله أفاد الجمعة أن الاستهداف حصل خلال اجتماع عقيل مع “قادة” ميدانيين في الجماعة. 

تفجير السفارة الأمريكية ومقر المارينز في 1983

على غرار فؤاد شكر، فإن عقيل من بين قادة حزب الله المدرجين على قوائم الإرهاب الأمريكية. وسبق لوزارة الخزانة الأمريكية أن عرضت مكافأة تصل إلى سبعة ملايين دولار لمن يقدم معلومات عنه.

وقالت واشنطن إن عقيل “زعيم رئيسي” في الحزب، وعضو في المجلس الجهادي، الهيئة العسكرية الأعلى في الحزب.

ووفقا للخزانة الأمريكية، فقد كان عقيل عضوا رئيسيا في تنظيم “الجهاد الإسلامي”، الخلية المرتبطة بحزب الله والتي تبنت عام 1983 تفجير السفارة الأمريكية ببيروت، ما أوقع 63 قتيلا، والهجوم على ثكنات مشاة البحرية الأمريكية ما أسفر عن مقتل 241 عسكريا أمريكيا.

وتتهم واشنطن حزب الله، بالهجوم على مقر المارينز. كما تتهم عقيل بالتورط في احتجاز رهائن أمريكيين وألمان في لبنان في أواخر الثمانينيات وتفجيرات في باريس عام 1986.

وفي عام 2015، صنفت الخزانة الأمريكية عقيل وشكر على قائمتها للإرهاب وفرضت عليهما عقوبات.

أما في 2019، فصنّفته وزارة الخارجية الأمريكية على أنه “إرهابي عالمي”.

وتخطت نشاطاته حدود بلاده خصوصا إلى سوريا المجاورة حيث يقاتل حزب الله بشكل علني منذ 2013 دعما لقوات النظام.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *