قتل 22 شخصا على الأقل الأربعاء في انفجارين منفصلين في جنوب غرب باكستان أمام مكاتب مرشحين للانتخابات التي تجرى الخميس وسط أعمال عنف واتهامات بالتزوير.
وسينتشر أكثر من نصف مليون عنصر أمن لضمان سير الانتخابات في البلاد حيث بدأت السلطات الأربعاء توزيع بطاقات الاقتراع على أكثر من 90 ألف مركز.
وسُجلت عدة أحداث أمنية خلال الحملة الانتخابية، وقُتل مرشحان على الأقل بإطلاق نار كما تعرض العشرات لهجمات في مناطق مختلفة.
وقتل 12 شخصا الأربعاء في انفجار عبوة ناسفة قرب مكتب مرشح مستقل في منطقة بيشين، على بعد نحو 50 كيلومترا عن مدينة كويتا و100 كلم عن الحدود مع أفغانستان.
وأعلن وزير الإعلام في إقليم بلوشستان جان أشكزئي وشرطة كويتا أن 25 شخصا آخرين أصيبوا بجروح في ذلك الهجوم.
ثم انفجرت عبوة ثانية قرب المكتب الانتخابي لمرشح جمعية علماء الإسلام-ف في مدينة كيلا سيف الله على بعد نحو 120 كلم شرقا، وفق أشكزئي.
وأكد لفرانس برس “مقتل 10 أشخاص على الأقل وجرح 12 آخرين”.
وقال مسؤول في الشرطة لفرانس برس إن “الحادثة وقعت في السوق الرئيسي بالمدينة حيث استهدف المكتب الانتخابي لمرشح جمعية علماء الإسلام-ف”.
في تموز/يوليو العام الماضي قتل 44 شخصا في تفجير انتحاري استهدف تجمعا سياسية لجمعية علماء الإسلام-ف في إقليم خيبر بختنحوا بشمال شرق باكستان.
•تصاعد الهجمات
وتجرى الانتخابات وسط اتهامات بالتزوير عقب حملة قمع تستهدف حزب رئيس الوزراء السابق المسجون عمران خان، الفائز بانتخابات 2018 والذي أطيح من السلطة في تصويت على الثقة في البرلمان بعد أربع سنوات على انتخابه.
وانتهت حملة الانتخابات رسميا ليل الثلاثاء ومن المقرر أن تبدأ عملية التصويت الساعة 8,00 صباحا بالتوقيت المحلي (03,00 ت غ) الخميس وتنتهي الساعة 5,00 بعد الظهر.
ويبلغ عدد سكان باكستان 240 مليون نسمة، خامس أكبر الدول في العالم من حيث عدد السكان، يحق لقرابة 128 مليونا منهم التصويت.
ويتنافس نحو 18,000 مرشح على مقاعد البرلمان الوطني وأربعة برلمانات محلية، مع تنافس مباشر على 266 مقعدا في المجلس الأول – و70 مقعدا إضافيا مخصصا للنساء والأقليات – و749 مقعدا في البرلمانات الإقليمية.
وقال قائد شرطة إقليم السند رأفت مختار في مؤتمر صحافي الاربعاء في مدينة كراتشي الساحلية “علينا ضمان التدابير الأمنية عند كافة المستويات”.
وأفاد معهد باكستان لدراسات النزاعات والأمن للأبحاث ومقره في إسلام أباد عن ارتفاع “كبير” في هجمات المسلحين خلال العام الماضي بمعدل 54 هجوما شهريا، في أعلى عدد منذ 2015 عندما شن الجيش حملة عسكرية واسعة على المتمردين.
والفائز في الانتخابات السلطة سيتولى الحكم في بلد يعاني انقسامات حادة، وفق مراقبين، وأزمة اقتصادية.
فمعدل التضخم وصل حدود 30 بالمئة وقيمة الروبية تتدهور منذ ثلاث سنوات، فيما أدى العجز في ميزان المدفوعات إلى تجميد الواردات ما يعيق النمو الصناعي بشدة.
وتشير الاستطلاعات إلى أن الانتخابات تركت السكان في أقصى حالات “الإحباط” منذ سنوات.
وذكرت وكالة غالوب لاستطلاعات الرأي إن “الأجواء السياسية قبل أول انتخابات عامة في باكستان منذ 2018 قاتمة مثل الأجواء الاقتصادية”.
أضافت أن “سبعة من كل عشرة باكستانيين لا يثقون بنزاهة انتخاباتهم. وفيما يعادل هذا الرقم المستويات المرتفعة السابقة، فإنه يمثل مع ذلك تراجعا كبيرا في السنوات الأخيرة”.
التعليقات